212
====
الاسد ((سلطان)) ============ الكثير منا يذكر قصة الأسد الذي اغتال مدربه ( محمد الحلو) و قتله غدراً في أحد عروض السيرك بالقاهرة و ما نشرته الجرائد بعد ذلك من انتحار الأسد في قفصه بحديقة الحيوان واضعاً نهاية عجيبة لفاجعة مثيرة من فواجع هذا الزمن و القصة بدأت أمام جمهور غفير من المشاهدين في السيرك حينما استدار محمد الحلو ليتلقى تصفيق النظارة بعد نمرة ناجحة مع الأسد ( سلطان ) و في لحظة خاطفة قفز الأسد على كتفه من الخلف و أنشب مخالبه و أسنانه في ظهره! و سقط المدرّب على الأرض ينزف دماً و من فوقه الأسد الهائج و اندفع الجمهور و الحرّاس يحملون الكراسي و هجم ابن الحلو على الأسد بقضيب من حديد و تمكن أن يخلص أباه بعد فوات الأوان و مات الأب في المستشفى بعد ذلك بأيام أما الأسد سلطان فقد انطوى على نفسه في حالة اكتئاب و رفض الطعام و قرر مدير السيرك نقله إلى حديقة الحيوان باعتباره أسداً شرساً لا يصلح للتدريب و في حديقة الحيوان استمر سلطان على إضرابه عن الطعام فقدموا له أنثى لتسري عنه فضربها في قسوة و طردها و عاود انطواءه و عزلته و اكتئابه و أخيراً انتابته حالة جنون فراح يعضّ جسده و هوى على ذيله بأسنانه فقصمه نصفين!!!.. ثم راح يعضّ ذراعه الذراع نفسها التي اغتال بها مدرّبه و راح يأكل منها في وحشية و ظل يأكل من لحمها حتى نزف و مات واضعاً بذلك خاتمة لقصة ندم من نوع فريد .. ندم حيوان أعجم و ملك نبيل من ملوك الغاب عرف معنى-- الــوفـــــاء -- و أصاب منه ...! حظاً لا يصيبه الآدميون
------------------------------------------------------------
أسدٌ قاتل أكل يديه الآثمتين
=================
درسٌ بليغ يعطيه حيوان للمسوخ البشرية ! ..إنّي أنحني احتراماً لهذا الأسد الإنسان !!!
بل إني لأظلمه و أسبّه حين أصفه بالإنسانية كانت آخر كلمة قالها ( الحلو ) و هو يموت .. أوصيكو ما حدش يقتل سلطان وصية أمانة ما حدش يقتله
هل سمع الأسد كلمة مدربه و هل فهمها؟
ألا يدلّ سلوك ذلك الأسد الذي انتحر على أننا أمام نفس راقية تفهم و تشعر و تحس و تؤمن بالجزاء و العقاب و المسؤولية ؟؟!!.. نفس لها ضمير يتألّم للظلم !!! و الجور و العدوان؟؟؟
من كتاب: رأيتُ الله
للدكتور مصطفى محمود - رحمهُ الله
أذا حازت المشاركة على أعجابك شرفنا بعمل شير أو لايك لها عن طريق هذا اللينك
المفضلات