المشاركة الأصلية كتبت بواسطة forever.leo
يقول الله تعالى : الآية 75 من سورة النساء
هل ( الظّالِمِ أَهلُها ) هم كفار مكة الذين فتنوا من اسلم ببداية الدعوة .. و هل حكم الآية خاص بهم فقط .. ام هو حكم عام .. و ان كان عاما فما هي ضوابطه و شروطه .. و هل تقدير الموقف الحربي يؤخذ بالاعتبار ام انه حكم واجب يأثم المسلمون جميعا بتأخيره او تأجيله .. بارك الله فيكم .
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
قال الإمام القرطبي رحمه الله في تفسيرة الجامع لأحكام القرءان في تفسير هذه الآية
(وَمَا لَكُمْ لَا تُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ)
حَضٌّ عَلَى الْجِهَاد , وَهُوَ يَتَضَمَّن تَخْلِيص الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ أَيْدِي الْكَفَرَة الْمُشْرِكِينَ الَّذِينَ يَسُومُونَهُمْ سُوء الْعَذَاب ,
وَيَفْتِنُونَهُمْ عَنْ الدِّين ; فَأَوْجَبَ تَعَالَى الْجِهَاد لِإِعْلَاءِ كَلِمَته وَإِظْهَار دِينِهِ وَاسْتِنْقَاذ الْمُؤْمِنِينَ الضُّعَفَاء مِنْ عِبَاده
(وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ)
وَيَعْنِي بِالْمُسْتَضْعَفِينَ مَنْ كَانَ بِمَكَّة مِنْ الْمُؤْمِنِينَ تَحْت إِذْلَال كَفَرَةِ قُرَيْش وَأَذَاهُمْ
وَهُمْ الْمَعْنِيُّونَ بِقَوْلِهِ عَلَيْهِ السَّلَام : ( اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيد بْن الْوَلِيد وَسَلَمَة بْن هِشَام
وَعَيَّاش بْن أَبِي رَبِيعه وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ ) .
وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : كُنْت أَنَا وَأُمِّي مِنْ الْمُسْتَضْعَفِينَ . ففِي الْبُخَارِيّ عَنْهُ
" إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنْ الرِّجَال وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَان " فَقَالَ : كُنْت أَنَا وَأُمِّي مِمَّنْ عَذَرَ اللَّه ,
أَنَا مِنْ الْوِلْدَان وَأُمِّي مِنْ النِّسَاء
(الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْ هَذِهِ الْقَرْيَةِ الظَّالِمِ أَهْلُهَا) الْقَرْيَة هُنَا مَكَّة
(وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ) أَيْ مِنْ عِنْدك .
(وَلِيًّا) أَيْ مَنْ يَسْتَنْقِذُنَا
(وَاجْعَلْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ نَصِيرًا) أَيْ يَنْصُرنَا عَلَيْهِمْ .
والآية عامة في الجهاد في سبيل الله
أما عن ضوابطه وشروطه
فالجهاد في سبيل الله ينقسم إلى قسمين: الأول : جهاد الطلب والثاني جهاد الدفع
ويتعين الجهاد أيضًا في الأحوال الآتية:
- النفير العام
- إذا التقى الجمعان
- إذا كان للمسلمين أسرى عند الكفار حتى يستنقذوهم منهم
ومر الجهاد الإسلامي بمراحل قبل أن يصل إلى حكمه النهائي هي:
المـرحلة الأولى: مرحلة الكف عن المشركين والإعراض عنهم والصبر على أذاهم
مع الاستمرار في دعوتهم إلى دين الحق،
المرحلـة الثانيـة : إباحة القتال من غير فرض في المدينة
المرحلـة الثالثـة : فرض القتال على المسلمين لمن يقاتلهم فقط
المـرحلة الرابعـة : قتال جميع الكفار حتى يسلموا أو يدفعوا الجزية
وهذه المرحلة بدأت من انقضاء أربعة أشهر من بعد حج العام التاسع من الهجرة
ومن بعد انقضاء العهود المؤقتة، وتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والعمل على هذه المرحلة
وعليها استقر حكم الجهاد، قال تعالى
فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم
واقعدوا لهم كل مرصد، فإن تابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم
والله أعلى وأعلم وصل اللهم وسلم على الحبيب محمد وءاله أجمعين
المفضلات