الفصل الثالث عشر
كانت فرحه تقف مع والدتها فى شرفة غرفتها المطله على الحديقه فى أنتظار ايهاب فلقد مضت عليها الايام السابقه كئيبه ويكفى انها كانت خالية من وجود ايهاب معها فى نفس المكان
لمعت عيناها بفرحه حقيقية وهى ترى ضوء سيارتا عبد الرحمن ويوسف يقترب من بوابة الحديقه الخارجيه أشارت الى البوابة بسعاده وهى تمسك بكف والدتها وتقول:جم يا ماما جم
وقفت ام عبد الرحمن فى بهجه وارتسمت علامات السعاده على وجهها وقالت لفرحه يالا ندخل نقول لابوكى
دخلت عفاف الى زوجها وقالت :وصلوا يا حسين انا هروح افتح الباب
ابتسم فى سعاده وقال:اومال فرحه فين مش كانت معاكى
عفاف:بتلبس الحجاب وجايه
وقف عبد الرحمن امام المصعد وقال:يالا اطلعوا انتوا بقى بالشنط وانا ويويسف هناخدها سلالم
ايهاب:لا انا هطلع معاكوا...ثم اشار الى مريم وايمان وقال:اطلعوا انتوا يابنات بالشنط فى الاسانسير
القت مريم نظرة على يوسف فوجدته ينظر اليها بعتاب ..لا تعلم سر هذه النظرة المتواصله منذ ان خرجت من غرفتها وهى تحمل حقيبتها والقت عليه السلام هو واخوه وهو ينظر لها بعتاب دائما هل بسبب انها تركت العمل لديه ام غير ذلك لا تعلم
أستيقظت من شرودها على صوت ايهاب وهو يكلمها :مالك يا مريم واقفه كده ليه
مريم بانتباه:نعم ..لا مفيش حاجه انا داخله اهو
وكادت ان تدخل المصعد ولكنها اصطدمت بايمان التى خرجت منه مره اخرى فى سرعه وقالت ل يوسف بلهفه:معلش يا يوسف ممكن تدينى مفتاح عربيتك
نظر لها بتسائل فى حين قال ايهاب:ليه يا ايمان نسيتى حاجه
أومأت برأسها قائله: معلش نسيت حاجه مهمه ومينفعش اسيبها للصبح
قال يوسف بمزاح :اكيد حلة محشى صح
ضحك عبد الرحمن قائلا:يابنى انت مبتفكرش غير فى الاكل ..هات مفاتيح عربيتك يالا
وأخذ مفاتيح سيارة يوسف وقال أطلعوا انتوا وانا هروح اجيبها واجى بسرعه ووجه حديث لايمان قائلا:ها نسيتى ايه وفين
طأطأت رأسها بخجل وقالت:مج لونه ابيض فيه وردة بيضا على تابلوه العربيه
تذكر ايهاب وقال:اه صحيح نسيت اخدها فى ايدى وانا نازل معلش يا ايمان
ابتسم يوسف وقال مداعبا ايهاب: ايه ده الورده طلعت بتاعة اختك وانا اللى كنت فاكر انك جايبهالى علشان تعبرلى بيها عن اعجباك بسواقتى
ضحك كل من يوسف وايهاب فى حين نظر لها عبد الرحمن بخجل وقد تذكر ما فعله من حماقهة معها من اجل انقاها تلك الزهره وذهب الى الجراج الخاص فى صمت فى حين صعد الجميع الى شقة الحاج حسين الذى ما ان وقعت عينيه عليهم حتى ابتسم بترحاب وضمت عفاف مريم وايمان ورحبت بايهاب كثيرا أجتمعت الاسرة فى غرفة المعيشة وأقبلت فرحه متشوقه بملامح خجله نظرت ل ايهاب بخجل والقت عليه التحيه واحتضنت كل من ايمان ومريم بشوف
وما ان اخذ الجميع اماكنهم حتى دخل عبد الرحمن وفى يده الكوب الذى يحوى الزهره وقدمه لايمان قائلا بنرة اعتذار:اتفضلى ..والله خدتى بالى منها جدا وانا جايبها
رفع نظرة فوجد والدته ووالده ينظران اليه بتسائل وعلى وجوههم ابتسامه :فقال شارحا:دى ايمان نسيتها فى عربية يوسف
وقفت فرحه بفضول وقالت:ايه ده معقول الورده دى فى زيها دى شبه اللى عندنا تحت اوى
وضع عبد الرحمن كفه على وجهها ودفعها لتجلس مره اخرى على مقعدها ثم يلتلفت الى الجميع وهو يقول بضحكه بلهاء:ههههههه منورين يا جماعه والله
نهضت عفاف وقالت:يالا يا جماعه العشا جاهز
وقفت مريم وقالت بحزن: معلش يا طمط اعفينى انا..انا هطلع اريح شويه اصلى تعبانه شويه
اقتربت منها عفاف بلهفه قائله:مالك يا مريم حاسه بأيه
:ابدا مش تعبت يعنى ..انا بس مرهقه وعاوزه انام
القت ايمان نظره الى عمها ثم قالت وانا كمان هلع اريح شويه
وقف الحاج حسين اخيرا وقال بلهجه آمره مفيش نوم قبل العشا يالا على السفره
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """""
خطت ايمان بخطوات بطيئه تنظر الى مبنى الشركة الضخم أنه يفوق ما كنت تتصور أوقفها الامن على البوابه ثم سمحوا لها بالدخول فور رؤيتهم لبطاقة هويتها الشخصية ظلت تنظر حولها فى انبهار اثناء اتجاهها فى الطريق الذى يشير اليه موظف الاستقبال الذى يصاحبها فيه حتى وصلت لى مكتب السكرتاريه الخاصه بعمها كانت تتوقع ان تنتظر رهه ليسمحوا لها بالدخول ولكنها تفاجأت بتواجد عمها شخصيا فى استقبالها اامام باب مكتبه الخاص وعلى وجهه ابتسامه كبيرو مرحبة بها وقال:نورتى الشركة يا ايمان طب مش كنتى تقولى انك جايه كنت بعتلك العربيه
جلست على استحياء مقابلة له قائله:معلش يا عمى محبتش اتعبك
نظر لها الحاج حسين بعتاب قائلا:تتعبينى ايه بس انتى مش هتبطلى الحساسيه الزايده دى
ثم اردف :ها تحبى تشربى ايه
:شكرا يا عمى انا مش هطول
:لا مينفعش لازم تشربى...ثم اجرى اتصالا وأمر لها بكأس عصير طازج ثم اجرى اتصالا آخر بأخيه ابراهيم وتحدث معه فى بهجه واضحه:مش هتصدق يا ابراهيم مين عندنا فى الشركه دلوقتى
ثم نظر لها مبتسما فبادلته الابتسامه فقال:ايمان فى مكتبى دلوقتى
أنهى الاتصال والتفت لها قائلا:عمك مش مصدق قالى اقبض عليها لحد ما اجى اشوفها بنفسى
ابتسمت ايمان وهى تقول بخجل:ربنا يخاليكوا يا عمى أنتوا بتعاملونا معامله مكناش نتوقعها ابدا
دخل الساعى ووضع كأس العصير وقبل ان يخرج دخل الحاج ابراهيم متهللا وجهه عندما وقع نظره على ايمان سلم عليها وقال:ازيك يا ايمان عامله ايه
:الحمد لله يا عمى بخير
:حمدلله على السلامه يابنتى نورتى البيت والشركة
:منوره بيكم يا عمى
شردت قليلا وهى تنظر اليهم لا تعلم كيف تبدأ حديثها بعد هذا الترحيب الكبير ماذا ستقول هى تبدأ بكلام امها ام تسأل هى وكأنها لم تعلم ماذا حدث ..
:عمى انا عارفه ان الموضوع اللى انا جايه فيها مينفعش اتكلم فيه فى الشغل لكن مكنتش عاوزه حد من البيت يسمعنا
تبادل حسين وابراهيم النظرات المتسائله فتابعت فى تردد :بعد اذن حضرتك يا عمى انا عاوزه اعرف الحقيقة منكم ...ايه اللى حصل زمان خلى امى تطلق وتهرب بينا وتختفى عنكم وهل فعلا بابا الله يرحمه كان ليه فلوس عندكم ولا لاء
تبادلا النظرات مره اخرى ولكن هذه المره كانت النظرات لها معنى آخر وساد الصمت لبرهه
قطعته ايمان وهى تنظر اليهم وكأنها قد استشعرت الحرج فى نظراتهم فقالت:وانا هقبل الحقيقه دى مهما كانت
ابراهيم:هو انتى يا بنتى امكوا محكتلكوش على حاجه
ايمان :حكتلنا حاجات كتير وكنا مصدقنها لكن لما عشنا معاكوا وشوفناكوا مبقناش متأكدين من اى حاجه
حسين:قالتكوا ايه يا بنتى
ايمان:ياعمى من فضلك انا لو كنت واثقه ان اللى اعرفه صح مكنتش جيت النهارده انا زى ما يكون كان بيتحكيلى على ناس تانيه غيركوا من فضلك يا عمى ريحنى ولعلم حضرتك مريم عارفه انى جايالكم النهارده لان هى كمان عاوزه تعرف الحقيقه ومرضتش اقول لايهاب لانى لو قلتله كان هيصمم يجى معايا وانا عارفه ايهاب حمقى ومش هيستحمل كلمه على ماما وانا لسه مش عارفه االماضى كان شكله ايه
أومأ ابراهيم برأسه موافقا لها وقال:عين العقل يابنتى
تنهد حسين تنهيده قويه وهو يقول:انا كنت عارف ان مسيركم تسألوا وكنت خايف من اللحظه دى ثم نظر الى ابراهيم وكأنه يستشيره ماذا يقول وماذا يخفى فقرر ابراهيم ان يرفع عنه الحرج فبتدأ بالحديث قائلا:شوفى يا بنتى ...قاطعه حسين قائلا :استنى يا ابراهيم قبل اى كلام لازم نبعت نجيب كل الدفاتر والسمتندات علشان يبقى الكلام بالدليل
أجرى حسين اتصالا بالموظف المسؤل عن حسابات الشركه ...أتى الموظف بالمستندات المطلوبه ووضعها على الطاوله امام ايمان كما امره الحاج حسين وأنصرف
أشار لها الحاج حسين قائلا:دى كل المستندات ومتأرخه بصى على التواريخ وراجعى الحسابات وده العقد اللى ابوكى الله يرحمه مضاه بأنه اخد كل فلوسه وعمل تخارج من الشركه لما كانت لسه صغيره واخد نصيبه منها كله
وده اعلام الوراثه بتاع املاك جدك الله يرحمه علشان ينورك اكتر خدى كل دول معاكى واعرضيهم على اى محاسب ومحامى تثقى فيه وساعتها هتعرفى الحقيقه
ثم اردف ابراهيم:مفيش غير حاجه واحده بس مش موجوده على ورق ...جدك الله يرحمه اشترى الارض اللى مبنى عليها دلوقتى البيت الكبير لكن ملحقش هو اللى يبنيه بعدها على طول توفاه الله وأكتشفنا ان الارض خرجت من الميراث لان جدك كتبها بأسمى انا وحسين قبل ما يموت
أكمل حسين:وأوعى تفتكرى يا بنتى ان جدك ظالم علشان كتب الارض بأسمى انا وابراهيم بس وابوكى لاء
جدك ساعتها كان عنده بعد نظر وكان متأكد ان ابوكى هيسحب ورثه كله ومش هيتبقاله حاجه تعيشه وساعتها وصانى قبل ما يموت اننا نبنى البيت ويبقى ده بيت العيله الكبير ويبقى لاخويا علي الله وولاده نصيب فى البيت بنصيبهم فى الارض ..يعنى انتوا يابنتى عايشين فى ملككوا مش ضيوف عندنا
:كانت ايمان تسمع وكأنها تشاهد فيلم ابيض وأسود وترى المشاهد امامها فقالت بخفوت:بس الارض باسم حضرتك وعمى بس يعنى قانونا احنا مالناش حاجه فيها
ابتسم حسين قائلا:اديكى قولتى قانونا....لكن ضميرنا عارف ان جدك كان نيتوا ان الارض تبقى لينا احنا التلاته وجدك مربينا ومتأكد اننا مش هنخالفه حتى بعد ما يموت...جدك كان عاوز يجمعنا مع بعض بعد مماته زى ما كان جمعنا فى حياته
قالت ايمان وقد لمعت عينيها :بس ده مخالف للشرع
أومأ حسين براسه:صح يا بنتى الميراث بالذات لازم يبقى قانونى ومكتوب لان النفوس والضماير بتتغير
لكن جدك كان ده تفكيره ساعتها علشان يحافظ اللى الحاجه الوحيده اللى هتبقى مجمعانا فى بيت واحد ومكان واحد وبصراحه هو كان عنده بعد نظر وكلامه اتحقق فعلا ابوكى الله يرحمه اخد ورثه كله ودخل فى مشاريع بعيد عننا وكلها خسرت ولو كان عارف انه حق فى الارض كان باعه هو كمان
:انا مش فاهمه يا عمى ...ايه اللى يخلى بابا يبعد عنكم كده وياخد ورثه ويشتغل لوحده
تردد حسين فقال ابراهيم:أمك هى السبب
وقعت الكلمه على أذنيها ثقيله رغم انها كانت تتوقع الكثير فقالت:ازاى يا عمى امى هى السبب
حسين :ده تاريخ طويل يابنتى ملوش لازمه نفتح فيه دلوقتى...ثم اردف ومعلش يابنتى ليا عندك طلب
:اتفضل
:مش عاوز حد يعرف دلوقتى بحكاية حقكوا اللى الارض ...انا هقولهم بنفسى بس مستنى الوقت المناسب..اتفقنا يا ايمان
:حاضر يا عمى محدش هيعرف...بس حضرتك وعدتنى تجاوبنى على اسألتى لكن جابتنى على سؤال الورث والفلوس بس
ورافض تجاوبنى على الباقى
واردفت فى رجاء:ارجوك يا عمى ريحنى..انا عاوزه اعرف ليه امى بتكرهكوا اوى كده ايه اللى حصل بينكوا زمان ايه اللى يخلى واحده تطلق تاخد عيالها وتهرب ثم استدارت له بجسدها كله قائله:ياعمى احنا اتعذبنا اوى أحنا عشنا فى بلدنا زى الغرب بنخاف نقول اسمنها الرباعى بنخاف نجيب اسم عيلة جاسر ...ماما كانت محسسانا انوا لو عرفتوا طريقنا هتقتلونا وكانت مفهمانا ان انتوا السبب فى طلاقها من بابا الله يرحمه وكل ده علشان الورث اللى هو مالوش وجود اصلا كنا عايشين مع جوز أم بنكرهه ومكنش لينا مكان تانى نروحه علشان كده انا واخواتى مكنش لنا غير بعض كنا بنتحاما فى بعض لحد ما ربنا من علينا واحنا فى ثانوى وجالهم شغل بره ومحدش فينا رضى يسافر معاهم وقعدنا هنا مع بعض نذاكر ونعتمد على نفسنا ونشتغل كمان علشان مكناش عاوزين قرش من جوز امنا
ليه يا عمى امى تشوفنا كده وتفضل تكرهنا فيكوا وتبعدنا عنكوا الا اذا كان فى سبب قوى
فهمنى يا عمى يمكن قلبى يهدى شويه ثم بدأت فى البكاء وقد عادت اليها آلام السنين والذكريات السيئه
نهض اليها حسين وبدأ فى تهدئتها فأشار له ابراهيم اشاره معناها وكأن يقول دع الامر لى :جلس ابراهيم اماها مباشرة وقال انا هريحك يابنتى
رفعت ايمان رأسها وقالت برجاء ياريت ياعمى
ابراهيم:يابنتى الحكايه قديمه من ساعة ما كانت جدتك فى مشاكل بينها وبين أختها سميحه أم أمك لدرجه انهم قطعوا بعض المشاكل دى كانت بتكبر لدرجه انها وصت ان محدش من ولادها يتجوز بنتها احلام ..امك يعنى
لكن بقى ابوكى حبها وصمم يتجوزها بدون رغبة جدك ..جدك ساعتها غضب عليه وقاطعه لانه خالف وصية أمه الله يرحمها
وفضلت العلاقات مقطوعه بين ابوكى وجدك لكن احنا كنا بنسأل عنه وبنعرف اخباره وبعد جدك ما مات دخلنا شركه مع بعض وان ابوكى معانا لحد ما أمك فضلت وراه لحد ما سحب نصيبه من الشركه وكانت بتفهمه اننا بنسرقه ومع الاسف كانت بيصدقها من كتر ما كان بيحبها
بعد ما خد نصيبه ابتدت امك تدخله فى مشاريع خسرانه وهو ماشى وراها لحد ما خسر كل فلوسه وابوكى كان مريض من وهو صغير ان عنده مشكله كده فى القلب
طبعا مستحملش الخساره الكبيره دى ودخل المستشفى وساعتها امك منتش بتزوره خالص لاننا كنا موجودين دايما معاه وهى كانت بتخاف تواجهنا لانها عارفه انها السبب وانها هى اللى وقعت بينا وبينه فى الوقت ده ابوكى وصانا عليكوا واننا لازم نراعيكوا ونضمكوا لحضننا ونربيكوا وسط ولادنا واحنا عاهدناه على كده
بعدها امك راحتله المستشفى وهو قالها بوصيتوا لينا اتخانقت معاه وصممت انه يطلقها وهو تعبان كده ابوكى كان مضايق منها حاسس انها دمرتله حياته فرا مطلقها
ومات فى نفس اليوم وأمك خافت اننا ناخدكوا منها هربت واخدتكوا معاها وضحكت علينا عن طريق البواب وفهمتنا انها هربت على المطار
طبعا احنا عرفنا بعدها انها كانت حجزه تذاكر فعلا لكن ساعتها اللبخه اللى كنا فيها مخلتناش نتأكد هى كبت الطياره فعلا ولا لاء
وطبعا خدتكوا بعيد عننا واحنا كل ده بندور عليكوا بره مصر وعن طريق المطار والكشوفات بتاعة المسافرين
ايمان:ايوا بس ماما مسافرتش طيران خالص حتى لما سافرت مع جوزها سافرت برى
ابراهيم:وهى دى غلطتنا يابنتى اننا كنا بندور فى الاتجاه اللى هى رسمته لينا ومدورناش فى اتجاه تانى لحد ما وفاء بنتى لفتت انتباهنا لانكم ممكن تكونوا فى مصر من الاساس وان كل ده كان وهم امك عيشتنا فيه
بس طبعا ده جه متأخر اوى لان امك كانت قررت تعرفنا طريقكوا وبعتتلنا الجواب
نظرت ايمان الى عمها حسين فوجدت فى عينيه نظرة امتنان لاخيه ابراهيم تفرست فى ملامحه جيدا فشعرت ان عمها ابراهيم لم يقل كل الحقيقه
قالت موجهة حديثها الى حسن :عمى ... هى دى كل الحقيقه؟هو ده كل اللى حصل ؟
نظر لها فى ارتياح قائلا:ايوا يا بنتى عمك قالك كل حاجه
شعرت انهما لن يبوحا بأكثر مما قالا لها وتأكدت بأن هناك شىء ما ولكن مع الاسف سكوتهما عنه يؤكد انه شىء مخجل
نهضت لتنصرف ولكن حسين قال مسرعا:استنى يا ايمان نسيتى الملفات والورق ده
هزت رأسها نفيا وقالت بابتسامه مكسوره:ملهمش لازم يا عمى انا مصدقه كل كلمه قلتها
قال بتصميم:مفيش حاجه اسمها ملهمش لازمه وأمسكها من يدها وأدخلها غرفة الاجتماعات الملحقه بمكتبه وقال لابراهيم لو سمحت يا ابراهيم اتصل بالمحامى والمحاسب وخاليهم يجوا حالا
حاولت ايمان ان تذهب ولكنه كان اشد تصميما من ذى قبل على ان تجلس ايمان مع المحاسب والمحامى ليشرحوا لها الاوراق ويطلعوها على الامر برمته
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
خرجت ايمان من الشركه بين مشاعرها المتخبطه المختلطه وكأن مشاعرها ريشه فى مهب الريح نعم هى سعيده انها علمت انها تعيش فى ملك ابيها وليست كضيفه عند اعمامها ونعم قد شعرت بصدق مشاعر الحنان من اعمامها رغم تأكدهاانهم لم يصرحا بكل شىء ونعم قد عرفت حكاية زواج امها بأبيها وطبيعة هذا الزواج رغم علمها بانه كان زواج قائم على الطمع من أمها والثقه العمياء المفرطه من ابيها رغم علمها انها منقوصه وتفتقد حلقه مهما لوصلها ولكنه ارتاحت قليلا كانت تود ان تصر على معرفة كل شىء كانت تود ان تصرح بشكوكها تجاه والدتها ولكنها تذكرت قول الله تبارك وتعالى ياأيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم
فأبت الا الصمت لانها بصيرتها تؤكد لها ان ما خفى عنها سوف يسوئها كثيرا
سوف تؤجل هذا فيما بعد والزمن كفيل ان يكشف الكثير
""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""
عادت الى المنزل دخلته ولاول مره تشعر انها فى مكانها وصعدت الى عفاف زوجة عمها أحتضنتها وقبلتها وعرضت عليها مساعدتها فى امر الطهى وقفت بجوار عفاف فى المطبخ وقالت بشكل عفوى :انتى عارفه يا طنط انى كنت عند عمى دلوقتى فى الشركه
عفاف :لا..بجد ده تلاقى عمك طار من الفرحه ده كان نفسه اوى تزوريه انتى بالذات يا ايمان عمك بيقدرك اوى
ابتسمت ايمان فى حب وقالت:وانا كمان بقدره وبحبه جدا ...ثم اردفت وهى تنظر الى عفاف...مش انا كمان عرفت كل حاجه ثم تنهدت تنهيده طيله قئله :عمى حكالى كل حاجه مكنتش اتصور ابدا ان ماما تعمل كده
ظنت عفاف ان ايمان تتحدث عن عبد الرحمن وهند وسبب فسخ الخطبه :فقالت بسرعه :اوعى تزعلى يا ايمان والله عبد الرحمن عارف انك ملكيش دعوه لا انتى ولا اخواتك وان امك بتتصرف كده من دماغها وارجع واقول العيب مش عليها لوحدها العيب على خطيبته اللى كانت عامله نفسها بتحبه وفى الاخر تطلع ببتجسس وبتنقل لامك الاخبار بس عمل خير انه رمى دبلتها وابوه مسكتلوش على اللى عمله معاكى وعرفه غلطه وحسسه بالذنب
تفاجأت ايمان بكلمات عفاف ووقعت عليها كالصاعقه الى هذا الحد أمها بهذا السوء
نعم الان قد عرفت سر عبوس عبد الرحمن وقسوته ...لماذا اطاحت بها كلماته فى الحديقه لماذا كان ينظر لها بغضب شديد واخيرا عرفت السبب الحقيقى وراء اهتمام عبد الرحمن برجوعها المنزل مره اخرى ولماذا ذهب الى عند المدرسه ليعتذر لها ولماذا ارسل لها الرساله وجاء هو واخيه أعادهم الى البيت الكبير ولماذا نظراته كلها اعتذار وأسف ...فقط يشعر بالذنب
"""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""""" """" """"""""""""""""""""""""
جلست مع نفسها طويلا وشعرت بمدى الالم الذى يعتمل بداخل عبد الرحمن خطيبته التى يحبها وكان يتصور انها تحبه تظهر على حقيقتها بهذا الشكل المؤسف تنقل اخباره هو اعائلته ولمن لصالح امها هى ...يا الله كيف تتحمل ذلك كيف تستطيع ان تنظر اليه ...كانت تجلس فى الشرفه ورأته يروح ويغدو فى الحديقه ذهابا وايابا
نعم هو الم الفراق هى لا تستحق ولكن قلبه مازال متعلق بها لا يزال يتذكرها
نظرت فى الكتاب الذى تحمله فوجدت بعض الكلمات وكأنها كتبت له فتناولت هاتفها وكتبتها فى رسالة وأرسلتها اليه
كان يدور فى الحديقه بلا هدف وفجأه سمع صوت هاتفه معلنا عن رساله جديده
وقرأ فيها
سيفتح باب إذا سد باب ..... نعم وتهون الأمور الصعاب
ويتسع الحال من بعد ما ..... تضيق المذاهب فيها الرحاب
مع العسر يسران هون عليك ..... فلا الهم يجدي ولا الاكتئاب
(الشافعى )
لا يعلم ما الذى جعله ينظر للأعلى ليراها من شرفتها تنظر اليه بصمت
المفضلات