انتي لمستي وتر حساس في نفسي يا دكتورة ..... الله يباركلك
كم نحن صغار ...... بجانب هؤلاء العمالقة
احكاية اللي ح احكيها يمكن طويلة شويتين ......
انا كتبت الحكاية دي في موضوع مستقل
http://www.nilemotors.net/nile/a/68490-a.html
...... وده ملخص للحكاية
ولكم ان تحكمو ..... كم نحن اقزام ..... وكم هم عمالقة
..
منذ ست سنوات عرفت هذا الرجل .... محمد عمر .... هذا هو اسمه
كان امام المسجد الصغير المجاور لسكني بالعباسية .... لم يكن امام بصفة دائمة
بل كان يصلي بنا في رمضان صلاة التراويح وصلاة التهجد
كان يختم القرآن معنا كل عام مرتين مرة في التراويح ومرة في التهجد .... غيبا ... فقد كان من حفظة كتاب الله ... كان من اهل الله وخاصته
عن انس رضى الله عنه قال,قال رسول الله: (ان لله تعالى اهلين من الناس , قالوا يارسول الله من هم؟قال: هماهل القرآن اهلاللهوخاصته) ...
ليس هذا فحسب .... تلاوته صحيحة لأبعد الحدود فهو متقن لأحكام التلاوة والتجويد بشكل مثير للإعجاب والدهشة في نفس الوقت ... صوته في منتهى العذوبة و الخشوع
كان يسكن في عمارة بجوار المسجد مع زوجته وابنه الصغير ... سيف الدين
وانتقل الي سكن آخر على بعد محطتين اتوبيس ... في شارع احمد سعيد ... لكنه كان مواظب علي الحضور في رمضان ليصلي بنا .... يوميا .... لا اذكر انه اعتذر في اي يوم ... فأصبح احد اهم علامات رمضان بين اهل المسجد
...في العشر الاواخر من رمضان كان يأتي بالدراجة ويصلي بنا التراويح بجزء كامل ... ويذهب ليرتاح ساعات قليلة ويعود مرة اخري في الواحده صباحا ليصلي بنا التهجد بثلاث اجزاء يوميا ... ويذهب الي بيته بالكاد قبل الفجر بدقائق قليلة
وبعد 4 اعوام بنفس المنوال .... وعند اول ليلة في صلاة التهجد في العشر الاواخر طلب ان يوصله احدنا ممن لدية سيارة لعدم وجود مواصلات قبل الفجر .... وهنا اكتشفنا انه انتقل للسكن في مدينة نصر ... الحي السابع ... وانه يأتي كل هذه المسافة يوميا منذ اول رمضان ... ونحن لا نعلم ....
ورمضان الماضي كان السادس له معنا .... ارتبطنا به وتعلق قلبه بنا وبمسجدنا ......
هذا الرجل لم يكن يتقاضى اي مقابل مالي مقابل ما يقوم به .... فقط لوجة الله تعالى .....
وبعد هذا المجهود يذهب لعمله صباحا ... وكذلك لدراسته ... فهو يحضر رسالة الماجستير في الفقه المقارن بالازهر الشريف ...
بقى ان اخبركم بان الشيخ محمد عمر
ليس مصريا .... بل ليس عربيا ..... انه تركستاني ....جواز سفره صيني
وجنسيته الرسمية صيني
تركستان الشرقية كانت بلد مسلم مستقل ... احتلته الصين بعد الحرب العالمية ..... ومارست فيه ابشع انواع القمع ضد السكان المسلمين ( حوالي 25 مليون حاليا )
فقد جلبو اليهم ملايين المهاجرين لتقليل الغالبية المسلمة وتغيير هوية البلد
التعليم الاسلامي ... ممنوع المدارس تدرس التعاليم الشيوعية الملحدة
بناء المساجد ... ممنوع فنقص عدد المساجد من 18 الف الي 9 آلاف
تحفيظ القرآن .... ممنوع
وبعد كفاح سمحو لكل شيخ بتعليم عدد محدد قليل جدا من الاطفال
فلجأ الناس الي الكهوف في الجبال بعيدا عن اعين الحكومة الشيوعية لتعليم اولادهم القرآن
ومن ضمن النتائج التي حصل عليها المسلمون بعد كفاح مرير بعض البعثات التعليمية للأزهر الشريف ضمن اتفاقية مصرية صينية قديمة .... ومنهم كان محمد عمر
ولا نزكي على الله احدا .....
واليوم بعد صلاة العشاء ..... ودعته ..... فقد اتم رسالة الماجستير وحصل كذلك علي إجازة بسند متصل الي رسول الله برواية حفص عن عاصم
وغدا سيسافر الى بلده بإذن الله ... ليبدأ مسيرته هناك مع ابناء بلده ... لينقل لهم ما تحصل عليه من علم ...
وقد رأيت ان من ابسط حقوقه علي .... ان انقل نبذه عن كفاح بلده في الحفاظ على دينهم .... على الاقل ندعو لهم
بلد قد لا يعرف الكثير انه موجود اصلا
وقد يخلط البعض بين تركستان الشرقية و تركمانستان او تركستان الغربية ( استقلت عن الاتحاد السوفياتي )برغم ان به 25 مليون مسلم مضطهد
ونحن هنا نكاد نقتل بعضنا علشان الكورة .... والكليبات ومعاكسة البنات
أرأيتم ؟؟؟؟
أرأيتم كم نحن صغارا .......
اللي بيخلي قلب الواحد يوجعه .... المواقف المضادة
يعني نادرا من القراء المصريين حاليا من لا يتقاضون اجرا في رمضان عن صلاة التراويح
بل ويتفقون مسبقا على الاجر ... ونسبة من حصيلة التبرعات في صندوق المسجد ويبعتبرون ذلك موسم لهم ... الا من رحم ربي
لكن ده برغم انه في اشد الحاجة للمال لمواجهة تكاليف الحياة ومطالب اسرته و مطالب دراسته ودراسة زوجته ...( تدرس بالازهر ايضا (
الا انه يصر ان يكون عمله لوجه الله
الغنى .... غنى النفس
الواحد كان فاكر انه مش ح يشوف حاجة بالشكل ده في هذا الزمان
لكن الخير في امة الاسلام الى يوم الدين
....
امس بعد ان ودعته قلت له وانا في قمة التأثر .... يعني لن أراك بعد ذلك يا شيخ محمد ؟
فرد علي بالقرآن كعادته قائلا ...
وهوعلى جمعهم إذا يشاء قدير
الست او سبع سنوات التي قضاها في مصر ليست الوحيدة فقد اتى الي مصر قادما من ليبيا بعد ان مكث هناك خمس سنوات يدرس العلوم الشرعية واللغة والقرآن
الراجل ده بقاله 12 سنة .... لم يرجع الى بلاده .... ولم ير اهله الا مرة واحدة في العمرة من 3 سنوات
وطبعا سألته عن السبب ....
اولا هو لا يمتلك ثمن تذاكر السفر له ولأسرته ( سيف الدين 6 سنوات و سراج الدين سنة ونصف ( ثانيا وهو الاهم انه لو عاد للصين فاحتمال 90% انهم لن يسمحو له بالسفر مرة اخرى
وغير كدة كان محمد عمر حجر الزاوية بالنسبة لزملاءة الدارسين بالازهر من تركستان ( حوالي 20 الى 30 شخص) وكان دائما ما يحضر بعضهم للصلاة خلفه معنا ....
فقد كان يقوم دائما برعاية مصالحهم سواء في شئون الدراسة او الامور الاخري ... مثل البحث عن سكن او عمل يساعدهم على المعيشة او اي مشاكل في الاقامة الجوازات .... يعني كان عمدة تركستان في القاهرة ...
اللي عاوزين نستفيد منه من القصة دي ... مش مجرد المشاعر ... وان كانت مهمة
لازم نشعر بالناس المغتربة من اجل العلم اللي على شاكلة محمد عمر ...... الناس دي معظمهم فقراء ..... ويحتاجون من يساعدهم على نفقة معيشتهم ...
محمد عمر كان يعمل بالتدريس بالازهر بجانب انه كان يدرس بالدراسات العليا لتحضير الماجستير ( واعتقد ان الازهر بيصرف اعانات بسيطة للدارسين امثاله (... ويعتمد على معونة يرسلها له والده من تركستان .... وكانت زوجته تعمل بعض المشغولات اليدوية لتبيعها لزميلاتها وجاراتها ...
لكن كانت هناك من يساعدونه سواء بطرق مباشرة او غير مباشرة ....
انا اعرف واحد راجل محترم ... كان ابوه من كبار علماء الدين المعروفين جدا .... هذا الرجل حتى الآن .... شهريا بيجيب كمية كبيرة من الأرز والمواد العذائية ويوزعها على طلبة العلم المغتربين من الغير قادرين ...... ده أهم و أولى وازكى من انك تدفع فلوس لناس قد تكون محترفه تسول .... او تدفع في زخرفة مسجد او تزيينه ....
الناس دي موجوده دائما في مدينة البعوث الاسلامية بالعباسية
والمنطقة المحيطة بجامعة الازهر بمدينة نصر
والمدينة الجامعية بالازهر في الحي السادس ..... يمكن تبذل مجهود عشان تعرفهم او توصل لهم .... لكن تأكد ان المجهود ده قد يكون ثوابه أكبر من الاموال التي ستدفعها
زمان كان الاغنياء بيعملو وقف لبعض الاملاك للانفاق على طلبة العلم ..... دلوقت ما بقيناش نسمع على كدة في خضم التكالب المادي الرهيب اللي احنا فيه
....
اتمنى من الله ان نخرج ( ولو قليلا ) من دائرة المادة التي اصبحت تسيطر علينا ... الى دائرة الروح والقيم والفضيلة .....ده شعور رائع ... ده اللي كنت بأستشعره لما كنت بأصلي خلفه في رمضان
بمناسبة المجازر ضد الاقلية المسلمة في الصين .....
اكيد تذكرت هذا الرجل .....
قد لا يكون من نفس الاقلية الاجورية ....
لكن الامرسواء عند الصين الشيوعية اذا ما تعلق الامر بالاسلام والمسلمين
طبعا شفتم وسمعتم كيف يقمعون المسلمين
اللهم انتقم منهم وخذهم أخذ عزيز مقتدر
انا حاولت الاتصال بالشيخ محمد عمر من قبل الاحداث الاخيرة لكن بدون جدوى
اليوم
جربت اني اتصل بتليفونه المحمول الذي كان يستعمله عندما كان في القاهرة ... ولكن دون جدوى
واخيرا اتصلت بتليفون منزله ... لعلي اجد اي شخص له صله به ... وقد كان ... وجدت احد زملائه يسكن في نفس المكان
واخبرني ان الاتصال بسكان تركستان مقطوع تماما عن العالم الخارجي ... حتى الي داخل الصين ... وسوف اتصل بعد اسبةعين عسى ان اجد اخبارا جديدة للإطمئنان على هذا الرجل ....
وقبل انهاء المكالمة قال لي عبد المجيد ( زميله الذي يسكن مكانه ) نحن في امس الحاجة الى دعواتكم ....... فلا تنسونا من دعائكم
..
آسف للإطالة .....