الموضوع: حكايات البشر

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslimah_dentist

:wacko:الحكاية الرابعة:wacko:

بما انى مش جايلى نوم بالرغم انى مفروض أصحى بدرى قلت أقولكم الحكاية الرابعة اللى كان ليها تأثير كبير فى حياتى.

كانت فيه حالة لسيدة فى الأربعينات كنت أجهزها لأن هناك دكتور سيقوم بعمل عملية جراحية لها فى الفم فى امتحان الدكتوراة الخاص به.

كانت دوماً تأتى هذه السيدة بصحبة ابنتها و كانت دوماً ما تستند الابنة على يد أمها أثناء الرحيل و لكننى لم أُعر لهذا الأمر انتباهاً.

فى يوم كنت أعمل على هذه السيدة و ابنتها تجلس معنا فى العيادة و كنت أريد أن أرمى قطعة من القطن فى سلة المهملات فقلت للفتاة: لو سمحتى قربيلى السلة.
فلقيت البنت عمالة تدور حواليها فقلتها :أهى قدامك.
المهم انها قربتهالى

بعد أن انتهيت من العمل اذا بالأم تقول لى:دكتورة بنتى عامية مابتشوفش.
ذُهلت لهذا الأمر لأن هذه الشابة الواقفة أمامى لا يُرى عليها أى أثر من فقدان البصر فعينيها لا تدور دون هدف أو انها لا ترتدى نظارة تخفي عينيها أو أشياء من هذا القبيل
ثم استطردت الأم قائلة:بنتى يا دكتورة كانت من الأوائل على المحافظة فى الثانوية العامة و كان حلم حياتها تدخل كلية الطب ، بس بعد النتيجة كنا مسافرين و عملنا حادثة و حصلها اللى حصل و اضطرت تدخل كلية التربية.

و الله تأثرت من هذا الموقف كثيرا ، فعندما كانت تروى فانها كانت تروى بحسرة أى أم على ما ألم بابنتها من مُصيبة و ابتلاء شديد و لكننى رأيت فى عين هذه الفتاة ما لم أراه فى عين امها ، رأيت القوة و العزيمة و الارادة.

فاذا بى أنظر لهذه الشابة الواقفة أمامى و أقول لها:حبيبتى اعلمى أن هذا ابتلاء من عند الله ، و ليس هذا نهاية المطاف و لكنه بداية الطريق الى حياة أخرى ، ممكن أن يكون قد أخذ الله منكى البصر و لكنكى لو صبرتى و احتسبتى لأعطاكى البصيرة.....و أخذت أُصبرها بكلمات بسيطة.

أصبحت تأتى مع أمها فى كل جلسة و أصبحت أُصبرها بما تجود به الكلمات من معانى ، فاذا بوالدتها فى يوم من الأيام تأينى بصورة لابنتها وهى مخطوبة و تقول لى:شفتى يا دكتورة ديه صورتها ، كانت مخطوبة قبل الحادثة بس بعد اللى حصل خطيبها سابها.
قلت:لاحول و لا قوة الا بالله.

حكاية هذه الفتاة قد أثرت فى كثيرا و نظرت اليها من نظرة أخرى ان الاعاقة الحقيقية ليست الاعاقة البدنية أو الذهنية و لكنها الاعاقة الروحية ، هذه التى تُعيق الروح عن الانطلاق و التقدم هذه التى تقول لك"مش هتقدر ، مش هتنجح ، مش هتنفع" هذه هى الاعاقة الحقة و للأسف يُعانى منها الكثير من الأصحاء.

فكم من أعمى و هو مُبصر
و كم من أصم و هو يسمع
و كم من قعيد و هو يسير
هذه هى الاعاقة الحقيقية.

رحلت الأم و رحلت معها ابنتها الشابة و لكنها تركت فى نفسى أثراً و عُمقا غريباً لن تمحوه السنين ما حييت.

فكرتينى بمشكلتى وهى ليست مشكلة فى الواقع فانا رزقت بابنتى الاولى وهى الان عمرها 12 سنة ولخطأ دكتورة الاولادة ولمشيئة الله كانت الابنة تحتاج ان تدخل الحضانة فور ولادتها ولكن الدكتورة قالت انها لاتحتاج فما كان من هذا الخطأ المهنى الجسيم ان اصيبت ابنتى بتلف فى بعض خلايا المخ نتيجة عدم وصول الاكسجين للمخ كانت نتيجته انها ستكون طفلة طوال حياتها وتعانى من نوبات تشنجية تتعالج منها المهم مش دى المشكلة المشكلة فى نظرة المجتمع للمعاق نظرة العطف تارة ونظرة الشماتة تارة وللاسف تلاقى الشماتة ممن كنا نظنهم اقرب الناس لنا واسمع بودنى ان ده عقاب ربنا ليهم ههههههههه مع انى والحمد لله ربنا رزقنى وقدرت اعتمر اكثر من 9 مرات وحجيت حجة الاسلام وبحاول اربى اولادى تربية دينية سليمة على قد ما اقدر ورضيت امى الله يرحمها فاريت الناس تغير نظرتها للمعاق ترحم اهله من نظراتهم