صدقت أخى
و أكتر حاجة تحسسك بنعم الله عليك هو العمل الخيرى و انك تروح للفقراء بيوتهم و تشوفهم عايشين ازاى و الله ايمانياتك بترتفع و بترجع بيتك و انت حاسس انك ملك متوج ، فاحرص على العمل الخيرى التطوعى أخى فى الله فوالله فيه خيرى الدنيا و الآخرة
عرض للطباعة
::الحكاية العشرونبما اننا فى هذا الموسم المُبارك ( موسم الحج) حبيت أحكيلكم النهارة عن العمرة اللى عملتها رمضان اللى فات مع زوجى.
:
أنا أنعم الله سبحانه و تعالى على أن ذهبت الى العمرة مع زوجى رمضان الفائت ، و كان جدول شركة السياحة ان احنا نروح المدينة الأول نقعد فيها 3 أيام و بعدين نروح مكة و نقعد فيها 7 أيام ، المهم بعد ماوصلنا مطار جدة و ركبنا الأتوبيسات و وصلنا المدينة كانت الساعة الثاثة فجراً ، طبعاً كان يوم طويل و مٌرهق جداً بس مأقدرتش أكون فى المدينة و مأنزلش الحرم ، المهم قلت لزوجى: أنا عارفة انهم بيفتحوا مسجد الرسول قبل صلاة الفجر عشان الناس تصلى فيه قيام فتعالى ننزل .قالى:ده كان يوم طويل و مُتعب خلينا نرتاح ساعة قبل صلاة الفجر.
المهم قعدت ألح عليه لغاية ما نزلنا ( طبعاً معروف ان مسجد الرسول بيقفلوه بعد صلاة العشاء و يفتحوه قبل صلاة الفجر بساعة و أنا كنت عارفة كدة لأننى كنت رحت عمرة قبل كدة مع أبى و أمى) المهم نزلنا و زوجى راح لمُصلى الرجال و أنا قعدت مستنية يفتحوا مُصلى النساء و كنت خلاص هأنام على روحى لغاية ما فتحوا مُصلى النساء.
بعد صلاة الفجر شفت زوجى و كان سعيد للغاية و قالى الحمد لله انتى نزلتينى بدرى و دخلت مسجد الرسول من باب جبريل و قعدت أصلى قيام فى الروضة الشريفة و ماكنش فيها تقريباً حد غيرى و صليت فى كل حتة فى الروضة الشريفة.
طبعاً أنا كنت متغاظة لأن الوقت اللى كان بيصلى فيه فى الروضة كنت مستنية يفتحوا مُصلى النساء و طبعاً غبطه غبطاً شديدة ، و كما هو معروف الروضة الشريفة بتتفتح للنساء 3 ساعات صباحاً فقط و بنصلى فيها بالضرب و حاجات غريبة خالص.
المهم أنا خرجت من الحكاية ديه ان ربنا سبحانه و تعالى سخرنى لزوجى ، ربنا جعلنى سبب انه ينزل لأنه ماكنش عايز ينزل و أنا اللى قعدت أزن عليه و باعترافه قالى: أنا مأعرفتش أصلى فى الروضة زى ما صليت فيها أول يوم.
شفتم بأه ربنا لو عايز يعطى انسان أى حاجة هيسببله الأسباب و يسخرله البشر زى ما سخرنى لزوجى.سبحانك رب كريم عظيم.
المشكله ان احنا ساعات بيتوه مننا اليقين و الايمان ده و نفضل نجرى ورا الاسباب بكل قوتنا و تبقى حياتنا صعبه مع ان بطريقة تفكير بسيطه وايمان بالله تبقى حياتنا فعلا جميله
السؤال هو : احنا لما نبقى تايهين فى خضم الاحداث فى حياتنا ازاى نرجع لليقين ده ؟
و ياريت متقوليش ان الامر بسيط لانه لو كان كده مكانش حد غلب
أخى الكريم تعالى نرجع للأصل ، الأصل الذى من أجله خُلقنا الأصل الذى من أجله وُجدنا ، خلقنا الله سبحانه و تعالى كى نعبده و لكنك كما ذكرت فى خضم الأحداث( و أنا أُسمى هذه الأحداث توهان النفس فى مُجريات الحياة و همومها و مشاكلها) ننسى أننا عبيد لله سبحانه و تعالى و ننسى أن الله هو السيد ، ننسى أن نشكره ، بل ننسى ان نعبده ، أصبحت العبادة تُؤدى فى وقت الفراغ (اذا وجد وقت فراغ أصلاً) ....ستقول لم أسألك عن العبادة ، أعلم أخى و لكن الاجابة هاهنا فاذا حققنا المعنى الحقيقى للعبودية سنجنى ثمارها من اليقين و التوكل و كل هذه المعانى الجليلة التى تختفى مع اختفاء المعنى الحقيقى لماهية الحياة.
الاخلاص فى العبادة هذه جملة بسيطة يندرج تحتها العديد من الأشياء و ممكن أن أسردها لك و سأحاول تبسيطها ان شاء الله.و لكن قبل هذا أنا لم أُشر فى اجابتى لك الى الاخلاص فى العبادة و لكننى أشرت الى تحقيق معنى العبودية لله سبحانه و تعالى ،و معنى العبودية لا يتحقق الا اذا أيقنا بأننا عبيد لله و أننا نتصرف هكذا (ستقول لى طبعاً كلنا موقنون بأننا عبيد لله) سأقول لك : صدقت أخى نحن موقنون بهذا و لكن هل نتصرف هكذا؟ سأضرب لك مثال ، اذا أهمك أمر أو أحزنك شئ الى من تلجأ أول شئ نفعله نذهب الى الأنتيم أوالى أحد الوالدين و نفضفض و نقعد نحكى بالساعات و لكن اذا أدركنا اننا عبيد لله سنتوجه الى من بيده كل شئ لأن الله بيده أن يُزيل الهم و لكن ابن آدم ليس بيده شئ ، ستقول لى : و هل معنى هذا ألا نفضفض الى من نحب؟ ، أقول لك : بالطبع لا ، يجوز لك أن تتحدث مع من أحببت و لكننا نسينا فى هذه الفضفضة التى اخترنا فيها الأحباب أن نُفضفض لله سبحانه و تعالى ، نسينا فى هذه الحياة أن نتوجه اليه ، ننسى و هذا هو العيب القادح فينا اننا ننسى و لكن العبد الحقيقى لا ينسى سيده أبدا.
أما بالنسبة لسؤالك الاخلاص فى العبادة؟
الاخلاص هذه كلمة عامة شاملة لكل ما يندرج تحت مسمى هذا الدين الحنيف.
عارف المعنى الحقيقى للاخلاص ايه بدون كلام كبير هو انك تعمل العمل ده لله ، لله و بس.
مش لحاجة تانية ، انت بتصلى لله مش عشان مايتقلش أنك بتصلى ، انت بتصوم لله مش عشان يتقال انك بتصوم ، انك تزكى لله مش عشان يتقال انك مُزكى ، يعنى على بلاطة كدة انك تعمل كل اعمالك لله و بس و تعملها بكل قلبك لله و بس مش عشان الناس تعملها عشان ربنا سبحانه و تعالى.
و اختم بقول الله تعالى فى سورة البينة
وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ
لقد أوجزت لك فى ايجاز شديد جداً و بطريقة مُبسطة للغاية معنى الاخلاص فى العبادة و اذا أردت أن أتوسع لك فى الاجابة و آتيك بأحاديث لرسول الله صلى الله عليه و سلم و أقوال للعلماء فى هذا الموضوع فقط أخبرنى و أنا على أتم الاستعداد أنا آتيك بما تريد معرفته.
:k10:الحكاية الحادية و العشرون:k10:
تيجوا نرجع لجو العيادات شوية و أحكيلكم حكاية النهاردة.
بما انى مُعيدة فى الجامعة و بما ان المادة بتاعتى اكلينكية يعنى الطلبة فى آخر دفعتين فى الكلية بيشتغلوا على مرضى و طبعاً تحت اشرافنا و مُتابعتنا و توجيهاتنا.المهم ، كان فيه دفعة من الدفعات اللى عدت عليا كانت خانقانى بشكل للتباسط الفظيع و الغير مقبول اللى كان بين الأولاد و البنات يعنى كان عادى جداً ان الولد يشتم البنت و طبعاً البنت مش هتسكت و ترد عليه و كل ده فى اطار هما بيسموه احنا بنهزر مع بعض.طبعاً الموضوع ده ماكنش نزلى من زور لأن الاختلاط لازم يبقى ليه آداب ،آداب الاحترام المُتبادل بين الذكر و الأنثى و الحفاظ على اللياقة العامة، مش تبقى العيشة كدة بزرميط.:H_angry[1]:
المهم كنت مرة فى العيادة معاهم و هما بيشتغلوا على المرضى و بعد ما بيخلصوا شغل بيورينى الحالات اللى اشتغلوها عشان أمضى عليها ، جه ولد و بنت مع بعض و قعدت أقرأ(sheet)بتاعهم و أراجعه عشان أمضى عليه و أنا بأعمل كدة لقيت الولد بيستظرف و قام بيهزر مع البنت و قايلها كام كلمة حلوين من الغير مقبولين و قال ايه بنهزر فديه كانت فرصتى انى أطلع غيظى من دفعتهم رحت بصيت للولد و قلتله: انت ازاى بتكلم زميلتك كدة؟
و بصيت للبنت و قلتلها: و انتى تسمحيله ازاى يكلمك كدة.
فراح الولد قالى:انا بأتعامل معاها كأنها أختى يا دكتورة
فأنا قلتله:حتى لو أختك ماينفعش تكلمها كدة لازم يبقى فيه احترام فى المعاملة و فى أسلوب الحوار و لازم يبقى فيه حدود فى العلاقة بينكم ماتبقاش بالشكل ده.
المهم أنا طلعت كل اللى فى قلبى و كنت مبسوطة جداً و قلت أكيد الولد ده كرهنى و البنت ديه مش عايزة تشوفنى تانى
الغريب فى الأمر ان العكس هو اللى حصل الولد لقيته جه يعتذرلى بعد السكشن و قالى: يا دكتورة و الله أنا آسف أنا ماكنتش آخد بالى أنا كنت بأعاملها كأنها أختى
و لقيت البنت قعدة تبصلى و مبسوطة بيا أوى و فرحانة بالكلام اللى أنا قلته للولد بالرغم انى قلتلها كلمتين برضه.
أكتر حاجة استغربتلها هو موقفهم و قعدت أفكر ازاى هما اتصرفوا كدة و قلت و الله البركة فى الشباب الشباب الصغير دول بس عايزين توجيه و عايزين حد يقولهم الصح و الغلط و هما هيعملوه ، للأسف فى زمن غاب فيه دور الأسرة الحقيقى من التربية و التوجيه فخرج الينا شباب فيه خير كثير و لكنه ضائع فى غيابات العولمة و الانفتاح على الثقافات الأخرى المُختلفة و لكن اذا تحدثت معه بلباقة و احترام وجدته يستمع و يُنصت بل و أيضاً يعتذر.
رسالة الى كل أب و أم
لا تنسوا أن أولادكم يحتاجون الى رعايتكم التربوية قبل رعايتكم المادية
بمناسبة العيد حبيت أقولكم ..:10D5C8~1107::10D5C8~1107::10D5C8~1107:....
:k10: كل سنة و أنتم طيبين و انتم الى الله أقرب و فى طاعة دائمة:k10:
و أوصيكم و نفسى بصيام الغد و هو صيام يوم عرفة