اقرا يا ابو مريم :)
انقسمت حياة حسن نصر الله إلى شق سياسي وشق ديني وكلاهما صار جنباً إلى جنب في حياته فإلى جانب نشاطه العلمي في الحوزة الدينية في بعلبك عاد لممارسة نشاطه السياسي والتنظيمي في حركة أمل بمنطقة البقاع اللبنانية حيث تم تعيينه عام 1979م مسئولاً سياسياً لمنطقة البقاع وعضو في المكتب السياسي لحركة أمل.
ثم قام بالانسحاب من حركة أمل عام 1982م مع مجموعة كبيرة من المسئولين أثر خلافات وقعت مع القيادة السياسية للحركة حول سبل مواجهة التطورات السياسية والعسكرية الناتجة عن الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
تم تأسيس حزب الله عام 1982م عقب الاجتياح الإسرائيلي للبنان وانطلاق حركة المقاومة الإسلامية حيث تولى حسن نصر الله العديد من المسئوليات المختلفة به، ومنها توليه مسئولية منطقة البقاع في حزب الله حتى عام 1985م، ثم انتقل بعدها إلى منطقة بيروت.
وفي عام 1987م تولى منصب المسئول التنفيذي العام لحزب الله، إلى جانب عضويته في شورى القرار وهي أعلى هيئة قضائية في حزب الله.
كان نصر الله يسعى دائماً من أجل إتمام دراسته وذلك لكي يصبح فقيهاً، وهي درجة علمية عالية، فقام بالفعل بالمغادرة في عام 1989م إلى مدينة قم المقدسة وهي إحدى المدن بالجمهورية الإسلامية بإيران للالتحاق بالحوزة العلمية هناك والتي تعد ثاني أكبر المراكز العلمية للشيعة، ولكنه ما لبث أن عاد مرة أخرى بعد عام واحد لإكمال مسئولياته السياسية بناء لقرار الشورى ونظراً للتطورات السياسية والجهادية التي شهدتها لبنان في هذا الوقت.
تم انتخاب حسن نصر الله في عام 1992م بالإجماع من قبل أعضاء الشورى أميناً عاماً لحزب الله وعلى الرغم من صغر سنه بالنسبة للأعضاء الآخرين، حيث جاء خلفاً للأمين العام السابق الشهيد عباس الموسوي الذي تم اغتياله من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلية في فبراير 1992م، كانت الجملة المنتشرة في الحزب دائما هي أن "عباس الموسوي وحسن نصر الله هما وجهان لعملة واحدة ".
وخلال فترة تولي نصر الله الأمانة العامة للحزب خاضت حركة المقاومة الإسلامية عددا من الحروب والمواجهات مع جيش الاحتلال الإسرائيلي كان من أهمها "حرب تصفية الحساب" أو "حرب الأيام السبعة" حيث قامت قوات الاحتلال بإطلاق حوالي 27 ألف قذيفة وألف صاروخ على لبنان الأمر الذي أودى بحياة المئات ونزوح الآلاف من الشعب اللبناني حيث تذرعت إسرائيل حينها بالرد على هجمات حزب الله، وانتهت باتفاق يوليو 1993م ، وأيضاً عملية "عناقيد الغضب" التي تمت في إبريل 1996م، حيث قام حزب الله بشن هجمات موجعة على إسرائيل وخاصة على مستوطنة كريات شمونة الأمر الذي أدى بإسرائيل إلى قصف شديد على مدن وقرى جنوب لبنان والتي انتهت بإتفاق نيسان ،والذي أدى إلى تطور عمل المقاومة والذي أتاح الفرصة من أجل تحرير القسم الأكبر من الأراضي اللبنانية في مايو عام 2000م.
قام الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله بالمشاركة في الحياة السياسية الداخلية للبنان، حيث قام بالمشاركة في الانتخابات النيابية الأولى التي أجريت عام 1992م بعد انتهاء الحرب الأهلية اللبنانية، فكان الفوز بإيصال 12 نائباً من أعضاء حزب الله إلى البرلمان اللبناني، حيث قام بتشكيل كتلة الوفاء للمقاومة.
تم انتخاب حسن نصر الله لقيادة حزب الله لأكثر من مرة وذلك بعد تعديل تم إدخاله على النظام الداخلي للحزب الذي كان يمنع إعادة انتخاب الأمين العام نفسه للحزب لأكثر من دورتين.
-----------------------------------------
في 13 أيلول 1997، استشهد نجله الأكبر محمد هادي في مواجهة بطولية مع قوات الاحتلال في منطقة الجبل الرفيع في جنوب لبنان.
يوم أبلغه رفاقه باستشهاد ولده البكر "هادي" في مواجهة مع القوات الإسرائيلية، كان رده الوحيد، أن طلب منهم تركه وحده في مكتبه لدقائق معدودة.
وخلف الباب الموصد، لم يبكِ السيد "حسن نصر الله"، كما أفصح فيما بعد، بل خلا إلى نفسه، واستجمع كل قواه وقيمه ومفاهيمه التي أوصلته إلى هذا المقام. بعدها خرج لتلقي تعازي الوفود الشعبية، يومها، كتب أحد الصحافيين اللبنانيين ممن اعتادوا مهاجمة نصر الله وحزب الله، يقول: "مهما اختلفنا معك، لا نملك إلا أن ننحني أمامك، فليس عاديًّا في زماننا أن يقدم زعيم سياسي حزبي، ابنه لخوض قتال ضد إسرائيل، إلى جانب باقي المقاتلين".
المفضلات