يقول المولى عز وجل :
{ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا ما لهذا الكتاب لا يغادر صغيرةً ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضراً ولا يظلم ربك أحداً}(الكهف49)

بداية أود أن أؤكد على عدم تقمصي لدور " الواعظ "..ولكن والله الذي لا إله إلا هو ..هو حب لكم في الله..
وانطلاقاً من هذا الحب..أردت أن أُدون وألقي على مسامع حضراتكم بعضاً من الخواطر التي تُراودني دائماً وتقض مضجعي هلعاً من الانسياق وراءها وطلباً للنُصح لعلي أكون أنا المُخطئ المُتخلف..أو لعل الله يرزقني بمن يُزيل الغشاوة عن عيني..
إن من أشد صنوف عذاب الله للعبد في الدنيا هوأن يُسلط عليه من يزين له الباطل فيراه عين الحق..فتجد الواحد منا يجتهد في الدفاع عن رأيه اعتقاداً منه بصواب رأيه ..مُغفلاً من تقديراته أن هذا قد يكون غضباً من الله عليه إن كان هذا الرأي مخالفاً للحق ..
هل تعلمون من الحق؟ وما الحق؟
الحق هو الله ..ولتعريف كنه فضيلة الحق يلزمنا الكثير والكثير من الوقت ولن نبلغ التعبير الصحيح عنه..
لقد سلط الله علينا من يُزين لنا الباطل فنراه حقاً إلا من رحم الله..هل يمكن أن يكون الباطل حقاً؟
والله لن يكون أبداً..فالحق هو الله ..وحاشاه أن يتلبس الباطل باسمه...نعم أبداً لن يكون الباطل حقاً
إلا بغضب من الله ونقمة..ولن نُعطى اليقين من ذلك إلا بفضل من الله ونعمة ..
في الآونة الأخيرة انتشرت بيننا مصطلحات غريبة وتوجهات مُريبة..وهى قد تكون عذاب من ظاهرة الرحمة !!
فمثلاً ..نسمع جميعاً عن " تجديد الخطاب الديني "..الله الله ..تعبير جميل ..ولكن تجديد إيه بالضبط ؟؟!! - تجد من يدعو إلى حذف الآيات الفاضحة لليهود من المقررات الدينية بالمدارس وهذا تحت دعوى تجديد الخطاب الديني..
تجد من يقول لك أنت متنطع لأنك تتحدث عن دخول الخلاء بالقدم اليمنى أم اليسرى..وما الضرر في هذا؟؟..إن لم أُفكر في الصغير فسوف أتخلى عن الكبير..ماالعيب أن أقتدي برسول الله (ص) في شيئ حتى وإن كان صغيراً؟ فقد يأخذ هذا الصغير بيدي سعياً للإجادة في حب الله ورسوله وطاعتهما !!
تجد من يقول لك أنت مُتخلف لأنك لا تستمع إلى أغاني العاريات المثُيرة للغرائز..وماالداعي لرمي الناس بالتخلف..شخص يُريد أن يعف نفسه وبيته ماالضرر في ذلك ؟؟!!
للأسف مانحن فيه هو بفعل شيطان يُزين الباطل لنراه حقاً..
يقيني الأكيد أن الدين يؤخذ كله أو يُترك كله ولابد أن نجتهد لأخذه كله دونما استصغار لشيء
يقيني الراسخ أن الحق لن ينقلب إلى باطل أبداً تحت دعاوى الحداثة والمُعاصرة والانفتاح على العالم ..
هذاهو اعتقادي ويقيني في خواطر تأتيني من حين لآخر..
فما رأيكم ؟ هل هذا خطأ؟
ولتكن الإجابة بكل صراحة وقلب مفتوح فقد أكون مُتشددا في اعتقادي بعض الشيئ وأكتشف أني بحاجة إلى التغيير ..