المتوفى سنة 597 هـبحر الدموع
للامام جمال الدين أبي الفرج بن الجوزي
علّق عليه وخرّج أحاديثه
جمال مصطفى محمود
بسم الله الرحمن الرحيمالمقدمة
الحمد لله نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، ارسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، وكفى بالله شهيدا. أرسله بين يدي الساعة بشيرا ونذيرا، وداعيا الى الله باذنه وسراجا منيرا، فهدى به من الضلالة، وبصر به من العمى، وأرشد به من الغيّ، وفتح به أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا، فبلغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وجاهد بالله حق جهاده، وعبد ربه حتى أتاه اليقين من ربه.
أما بعد، فهذا كتاب من أجلّ كتب الوعظ يرقق القلوب المعرضة عن ذكر الله سبحانه وتعالى. فالتوبة والندم سبب كشف الغم، ودفع البلاء.فالسعيد من وعظ بحال أبيه آدم. فتاب واستغفر. والشقي من دعاه ابليس فأصر واستكبر.
وقد قمنا بتخريج التراجم الواردة بالكتاب على المصادر والكتب المطبوعة منها.
وخرجت الآيات القرآنية على المصحف الشريف، وبعض ما ورد من أحاديث على كتب الحديث.
والله أدعو أن يجعل هذا العمل خالصا لوجهه، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ترجمة المؤلف
اسمه ونسبه:الشيخ الامام العلامة جمال الدين أبو الفرج عبدالرحمن بن أبي الحسن علي ابن محمد القرشي التيمي.
ولادته ووفاته:
ولد سنة تسع أو عشر وخمسمائة. ووفاته كانت سنة سبع وتسعين وخمسمائة.
مصنفاته:
صنف في فنون عديدة منها زاد المسير في علم التفسير وله في الحديث موضوعات ذكر فيها كل حديث موضوع والمنتظم في التاريخ وصفوة الصفوة ومناقب عمر بن الخطاب وعمر بن عبد العزيز.
وعظه:
قال الذهبي: كان رأسا في التذكير بلا مدافعة. يقول النظم الرائق والنثر الفائق بديها. حامل لواء الوعظ والقيم بفنونه مع الشكل الحسن والصوت الطيب والوقع في النفوس وحسن السيرة وكانت له في مجالس الوعظ أجوبة نادرة. فمن أحسن ما يحكى عنه أنه وقع النزاع ببغداد بين أهل السنة والشيعة في المفاضلة بين أبي بكر وعلي رضي الله عنهما. فرضي الكل بما يجيب الشيخ أبو الفرج فأقاما شخصا سأله عن ذلك وهو على الكرسي في مجلس وعظه، فقال: أفضلهما كم كانت ابنته تحته. ونزل في الحال حتى لا يراجع في ذلك.
فقالت السنة: هو أبو بكر لأن ابنته عائشة رضي الله عنها تحت رسول الله صلى الله عليه وسلم وقالت الشيعة: هو علي لأن فاطمة ابنة رسول الله صلى الله عليه تحته. وهذا من لطائف الأجوبة.
المفضلات