رابعاً: وقت الظهر
فيه عدة أمور :
1- صلاة سنة الظهر القبلية والبعدية
وتقدم عند الكلام على السنن الرواتب أنه يشرع قبل الظهر أربع ركعات وأنه يشرع بعدها ركعتين
كما دلَّ على ذلك حديث عائشة وأم حبيبة وابن عمر رضي الله عنهم أجمعين .
حديث أم حبيبة قالت: سمعت النبي http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg يقول: «مَنْ صَلَّى أَرْبَعٍ ركعاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبعاً بَعْدَها حَرَّمَ الله عَلَيْهِ النَّارَ» ،
والمحفوظ عن أم حبيبة اثنتا عشرة ركعة وهي السنن الرواتب كما عند مسلم أنها سمعت رسول الله
http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpgيقول: " من صلى اثنتي عشرة ركعة في يوم وليلة بني له بهن بيت في الجنة"
وقد سبق الحديث عن السنن الرواتب.
2- من السنة تطويل الركعة الأولى من صلاة الظهر لحديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ كَانَتْ صَلاَةُ الظُّهْرِ تُقَامُ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْبَقِيعِ،
فَيَقْضِي حَاجَتَهُ ثُمَّ يَتَوَضَّأُ، ثُمَّ يَأْتِي وَرَسُولُ اللّه ِ http://i44.tinypic.com/2wdax52_th.jpg في الركْعَةِ الأُولَى، مِمَّا يُطَوِّلُهَا. رواه مسلم .
وعليه فإن من السنة للإمام أن يطوِّل الركعة الأولى من الظهر وكذلك من صلى منفرداً ,
وكذلك المرأة في صلاتها للظهر , وهذه من السنن المندثرة ,
نسأل الله تعالى تطبيق السنة على الوجه الأكمل والحرص عليها .
3- القيلولة بالاتفاق أن القيلولة هي النوم والاستراحة نصف النهار ,
ولكن اختلفوا أين تكون من نصف النهار على قولين : فمنهم من قال قبل الزوال , ومنهم من قال بعد الزوال ,
والأظهر أن الأمر فيه واسع وأن ما قبل وبعد الزوال يدخل في القيلولة
واختُلِف هل من السنة فعلها ؟ على قولين .
وجاءت النصوص التي تبيِّن أنهم كانوا يقيلون , لكن الأمر بالقيلولة الأحاديث فيه ضعيفة لا يصح منها شيء ,
ولكن القيلولة هي من الأشياء المتعارف عليها منذ عهد النبي إلى وقتنا الحاضر ,
ولا شك أن من أراد النوم في النهار , فأفضل وقت وأنفعه هو وقت القيلولة .
قال ابن حجر : " وأخرج ابن ماجه وابن خزيمة من حديث ابن عباس رفعه
استعينوا على صيام النهار بالسحور، وعلى قيام الليل بالقيلولة
وورود الأمر بها في الحديث الذي أخرجه الطبراني من حديث أنس رفعه قال:
«قيلوا فإن الشياطين لا تقيل
وأخرج سفيان بن عيينة في جامعه من حديث خوات بن جبير رضي الله عنه موقوفاً قال:
«نوم أول النهار خُرُق، وأوسطه خُلُق، وآخره حُـمُق» وسنده صحيح. "
والخرق : الجهل , وذلك لأن البركة في أول النهار ومن نام فيه فقد أضاع بركة وهذا من جهله .