7- من السنة خفض الصوت بالسلام إذا دخل على قوم وفيهم نائمون
وهكذا كان يفعل النبي صلي الله عليه وسلم كما في حديث المقداد بن الأسود ففيه قال :
..... فَكُنَّا نَحْتَلِبُ فَيَشْرَبُ كُلُّ إنْسَانٍ مِنَّا نَصِيبَهُ. وَنَرْفَعُ لِلنَّبِيِّ صلي الله عليه وسلم نَصِيبَهُ.
قَالَ: فَيَجِيءُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُسَلِّمُ تَسْلِيماً لاَ يُوقِظُ نَائِماً. وَيُسْمِـعُ الْيَقْظَانَ . رواه مسلم .
8- من السنة تبليغ السلام
فتبليغ السلام سنة – على خلاف بين أهل العلم كما سيأتي باختصار -
كأن يقول لك شخص ( سلِّم لي على فلان ) , فإن من السنة أن توصِّل هذا السلام لصاحبه .
ويدل على ذلك : لحديث عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم قَالَ لَهَا: «إِنَّ جِبْرِيلَ يَقْرَأُ عَلَيْكِ السَّلاَمَ »
قَالَتْ: فَقُلْتُ: وَعَلَيْهِ السَّلاَمُ وَرَحْمَةُ اللّهِ. رواه البخاري ومسلم ,
ففي الحديث إيصال السلام لصاحبه كما أوصل النبي صلي الله عليه وسلم سلام جبريل على عائشة ,
ويؤخذ من الحديث السابق أيضاً سنية بعث السلام مع أحد .
- اختُلف في حكم تبليغ السلام إذا أُوكِل لشخص أن يحمل سلاماً ويوصله لشخص آخر ,
كأن يقول له : ( سلِّم لي على فلان ) هل يجب على الحامل للسلام أن يبلِّغ السلام أو لا على قولين :
قيل : يجب , لأنهم شبهوه بالأمانة وإيصال الأمانة واجب , واختاره النووي .
وقيل : لا يجب بل سنة , لأنهم شبهوه بالوديعة , والوديعة لا يُلزم مَنْ أخذها بتحملها ,
إلا إذا تكفل بها , واختاره ابن حجر .
والأظهر والله أعلم : القول الثاني وأن تبليغ السلام سنة في الأصل , إلا أن يستأمنه المُسَلِّم ,
فيقول له ( أمانة معك أن توصل السلام لفلان ) أو نحوها من العبارات التي تُقيَّد بكونها أمانة ,
ويقبل بتوصيلها وتحملها المبلِّغ .
وبعض العلماء ومنهم ابن حجر قالوا بسنية الرد على من حمل السلام أيضاً مع الرد على مَن سلَّم ,
فيكون لحامل السلام أيضاً نصيباً من السلام فالأفضل لمن نُقل له سلاماً أن يقول لحامل السلام :
عليك وعليه السلام ورحمة الله وبركاته , ونحو ذلك .
واستدل ابن حجر بدليلين : أحدهما : حديث رجل من الصحابة عند أحمد وأبي داود وحسنه الألباني ,
وموطن الشاهد أن رجلاً أوصل سلام أبيه للنبي صلي الله عليه وسلم فقال النبي صلي الله عليه
وسلم للرجل : «عليك وعلى أبيك السلام» ,
والآخر : حديث أنس عند النسائي , وموطن الشاهد قول خديجة لما بلَّغها عن جبريل سلام الله عليها
قالت للنبي صلي الله عليه وسلم : « وعليك وعلى جبريل السلام »
- قال ابن حجر في شرحه لحديث عائشة السابق : "
قال النووي: في هذا الحديث مشروعية إرسال السلام، ويجب على الرسول تبليغه لأنه أمانة،
وتعقب بأنه بالوديعة أشبه، والتحقيق أن الرسول إن التزمه أشبه الأمانة وإلا فوديعة
والودائع إذا لم تقبل لم يلزمه شيء.
قال: وفيه إذا أتاه شخص بسلام من شخص أو في ورقة وجب الرد على الفور،
ويستحب أن يرد على المبلغ كما أخرج النسائي عن رجل من بني تميم
أنه بلغ النبي صلي الله عليه وسلم سلام أبيه، فقال له «وعليك وعلى أبيك السلام»
وقد تقدم في المناقب أن خديجة لما بلغها النبي صلي الله عليه وسلم عن جبريل سلام الله عليها
قالت «إن الله هو السلام ومنه السلام، وعليك وعلى جبريل السلام»
<><><><><><><><><><><><>