3- من السنة استعمال الطيب
فاستعمال الطيب سنة ويتأكد في مواطن – سيأتي بيان بعضها – ومما يدل على سنية التطيب :
1- حديث أَنَسٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم :
«حُبِّبَ إلَيَّ مِنَ الدُّنْيَا النِّسَاءُ وَالطِّيبُ وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَةِ»
رواه أحمد والنسائي , وقال الألباني في صحيح النسائي : حسن صحيح .
وأما لفظ : " حبب إليَّ من دنياكم ثلاث " فضعيف .
- قال شيخ الإسلام ابن تيمية في رسالة منه إلى أصحابه وهو في حبس الإسكندرية :
" وكان النبي صلي الله عليه وسلم يقول: (حبب إلى من دنياكم النساء والطيب)،
ثم يقول: (وجعلت قرة عيني في الصلاة) ولم يقل: حبب إلى من دنياكم ثلاث. كما يرفعه بعض الناس،
بل هكذا رواه الإمام أحمد والنسائي أن المحبب إليه من الدنيا النساء والطيب.
وأما قرة العين، تحصل بحصول المطلوب وذلك في الصلاة " ( انظر مجموع الفتاوى (28/31) )
2- وعن أنسٍ رضي الله عنه أيضاً قال: «ما مَسِسْت حريراً ولا ديباجاً ألينَ من كفِّ النبيِّ
صلي الله عليه وسلم ، ولا شَمِمْتُ ريحاً قطُّ ـ أو عَرفاً قطُّ ـ أطيبَ من ريح ـ أو عَرف ـ النبيِّ صلي
الله عليه وسلم » رواه البخاري.
والديباج : نوع من أنواع الحرير , والعَرف : هو الريح الطيب .
3- وعَنْ نَافِـعٍ، قَالَ: كَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا اسْتَجْمَرَ اسْتَجْمَرَ بِألُوَّةٍ، غَيْرَ مُطَرَّاةٍ. وَبِكَافُورٍ، يَطْرَحُهُ مَعَ
الأَلُوَّةِ. ثُمَّ قَالَ: هَـكَذَا كَانَ يَسْتَجْمِرُ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم . رواه مسلم .
قال النووي : " الاستجمار هنا استعمال الطيب والتبخر به مأخوذ من المجمر وهو البخور،
وأما الألوة فقال الأصمعي وأبو عبيد وسائر أهل اللغة: والغريب هي العود يتبخر به....
وقوله: (غير مطراة) أي غير مخلوطة بغيرها من الطيب، ففي هذا الحديث استحباب الطيب للرجال
كما هو مستحب للنساء لكن يستحب للرجال من الطيب ما ظهر ريحه وخفي لونه،
وأما المرأة فإذا أرادت الخروج إلى المسجد أو غيره كره لها كل طيب له ريح،
ويتأكد استحبابه للرجال يوم الجمعة والعيد عند حضور مجامع المسلمين ومجالس الذكر والعلم
وعند إرادته معاشرة زوجته ونحو ذلك والله أعلم. "
( انظر شرح مسلم , حديث (2254) , باب استعمال المسك وأنه أطيب الطيب وكراهة رد الريحان والطيب )
- وكان يكره صلي الله عليه وسلم أن توجد منه ريح كريهة :
فقد جاء عند البخاري في حديث طويل عن عائشة قالت :
«وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يشتد عليه أن يوجد منه الريح» أي الريح الغير طيب .
- أطيب الطيب المسك
فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أَبِي سَعِيدٍ الخُدْرِيِّ رضي الله عنه ، أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلي الله عليه
وسلم ذَكَرَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ. حَشَتْ خَاتَمَهَا مِسْكاً. وَالْمِسْكُ أَطْيَبُ الطِّيبِ. ورواه أبوداود بلفظ :
قالَ رَسُولُ الله صلي الله عليه وسلم : «أطْيَبُ طِيبُكُم المِسْكُ».
فالأفضل للمسلم أن يتطيب بأفضل ما يجد , وهكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم يتطيب عند إحرامه
بأطيب ما يجد فعَنْ عائشة رضي اللّهُ عَنْهَا
قَالَتْ: كَانَ رَسُولُ اللّه ِ صلي الله عليه وسلم إِذَا أَرَادَ أَنْ يُحْرِمَ، يَتَطَيَّبُ بِأَطْيَبِ مَا يَجِدُ. رواه مسلم .
المفضلات