<><><><><><><><><><><><>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
<><><><><><><><><><><><>
<<< المٍنَح العَلًيَّة في بيان السُـنَنً اليَومًيَّةً ( 46) >>>
<><><><><><><><><><><><>اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم
عرض لسنن النبي وهديه من استيقاظه إلى منامه
مقرونة باللفتات العلمية والأدلة الشرعية
<><><><><><><><><><><><>
السنن الغير موقوتة
وهنا وقفة : تأمل أخي المبارك كيف أن الشيطان حريص على ملازمة العبد , وإفساد أمور دينه ودنياه14- تغطية الإناء وذكر اسم الله عند قدوم الليل
يسنُّ تغطية الإناء المكشوف عند قدوم الليل , وإيكاء السقاء أي إغلاقه إن كان له غلقاً ,
وذكر اسم الله عند ذلك .
ويدل على ذلك : حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللّهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ: «غَطُّوا الإِنَاءَ. وَأَوْكُوا السِّقَاءَ.
فَإنَّ فِي السَّنَةِ لَيْلَةً يَنْزِلُ فِيهَا وَبَاءٌ. لاَ يَمُرُّ بِإِنَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ غِطَاءٌ، أَوْ سِقَاءٍ لَيْسَ عَلَيْهِ وِكَاءٌ،
إِلاَّ نَزَلَ فِيهِ مِنْ ذلِكَ الْوَبَاءِ».
رواه مسلم , وعند البخاري من حديث جابرٍ أيضاً:
« وأوكوا قِرَبَكم واذكروا اسم الله، وخَمِّروا آنِيَتَكم واذكروا اسم الله، ولو أن تَعرُضوا عليها شيئاً ».
وفي الحديث بيان العلَّة التي من أجلها أُمر المسلم بإغلاق وتخمير ( أي تغطية ) كل إناء ,
وذلك أنه في كل سنة في إحدى لياليها ينزل وباء , والوباء هو المرض , فلا يترك إناء و لا سقاء
مكشوفاً إلا نزل فيه , فكم من إنسان أصابه المرض بعد شربه لإناء مكشوف أصابه ما نزل من
الوباء ولا يعلم أنه بسبب تفريطه بهذه السنة ! فيا الله ما أعظم شريعتنا فيها الخبر عن نفع العبد
وصحته في الدنيا والآخرة ! ويا الله ما أعظم غفلتنا وتفريطنا في استحضار عظمة ديننا !
وفي الحديث دلالة على أهمية الحفاظ على هذه السنة , حتى أرشد النبي صلي الله عليه وسلم , إلى
أدنى الأمور بأن من لم يجد ما يغطِّي به إناءه أن يعرض على إناءه شيئاً ولو عوداً , وجاء عند
البخاري ما يبيِّن أن التغطية للطعام والشراب , وليس خاصاً بالشراب فقط , فعن جابر رضي الله عنه
: «أن رسولَ الله صلي الله عليه وسلم قال: أطفِئوا المصابيحَ إذا رَقَدْتم، وغَلِّقوا الأبواب، وأوْكوا
الأسقيةَ وخَمِّروا الطعامَ والشراب ـ وأحسِبُه قال ـ ولو بعُودٍ تَعرُضهُ عليه».
وفي حديث جابر رضي الله عنه عند مسلم في رواية أخرى ما يدل على أن هناك علة أخرى من
تغطية الأواني وهي أن الشيطان حريص على إفساد طعام الإنسان واستحلاله , قال النبي صلي الله
عليه وسلم : «غَطُّوا الإِنَاءَ، وَأَوْكُوا السِّقَاءَ، وَأَغْلِقُوا الْبَابَ، وَأَطْفِئُوا السِّرَاجَ. فَإِنَّ الشَّيْطَانَ لاَ يَحُلُّ
سِقَاءً، وَلاَ يَفْتَحُ بَاباً، وَلاَ يَكْشِفُ إِنَاءً. فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلاَّ أَنْ يَعْرُضَ عَلَى إِنَائِهِ عُوداً، وَيَذْكُرَ اسْمَ
اللّه »
وفي الحديث بيان سنة أخرى وهي عند إيكاء السقاء وتغطية الإناء يسن ذكر اسم الله تعالى ,
كأن يقول بسم الله ولا شك أن في هذا إبعاد للشياطين أن تستحله .
فهو كما تقدَّم , يأكل ويشرب , ويبيت , ويبول كما قال النبي صلي الله عليه وسلم في الحديث المتفق
عليه في الرجل الذي نام ليلةً حتى أصبح قال : " ذاك رجلٌ بال الشيطان في أذنه
[ ومما نُهي عنه في هذا الباب , باب الطعام والشراب : الأكل والشرب في آنية الذهب والفضة ,أو أذنيه " ,
ويضحك وذلك إذا تثاءب الإنسان ولم يكظم أو يغطِّ فاه كما سيأتي ,
ويبكي وذلك إذا سجد العبد في سورة فيها سجدة اعتزل الشيطان يبكي يقول أُمر ابن آدم بالسجود فسجد
فله الجنة وأُمرت بالسجود فأبيت فلي النار " والحديث رواه مسلم ,
ويهرب وله ضراط عند الأذان كما في الصحيحين قال النبي صلي الله عليه وسلم «إِذا نُودِيَ للصَّلاةِ
أدبرَ الشيطانُ وله ضُراطٌ حتى لا يَسمعَ التَّأْذينَ، فإذا قُضِيَ النِّداءُ أقبلَ، حتّى إِذا ثُوِّبَ بالصلاةِ أدبرَ،
حتّى إذا قُضِي التثويبِ أَقبلَ حتى يَخْطُرَ بينَ المرءِ ونفسهِ يقول: اذكُرْ كذا، اذكر كذا ـ لما لم يَكنْ يَذكرُ
ـ حتّى يَظلَّ الرجلُ لا يَدرِي كم صلَّى» ,
ويجلس بين الظل والشمس ولذا نُهي عن ذلك كما في مسند الإمام أحمد وسنن أبي داود وصححه
الألباني ,
ويمشي بنعل واحدة كما عند الطحاوي وصححه الألباني ولذا جاء في الصحيحين النهي عن المشي بنعل واحدة ,
وأحب العمل إليه الإفساد والتفريق بين الزوجين كما جاء عند مسلم من حديث جابر رضي الله عنه ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم : «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الْمَاءِ. ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ .
فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمُهُمْ فِتْنَةً. يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا. فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئاً. قَالَ:
ثُمَّ يَجِيءُ أَحَدُهُمْ فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فَرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ امْرَأَتِهِ. قَالَ: فَيُدْنِيهِ مِنْهُ وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ»
, ومفتاح عمله (لو) كما في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي
الله عليه وسلم : « وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلاَ تَقُلْ: لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كان كذا وكذا لم يُصبني كذا. وَلكِنْ قُلْ:
قَدَرُ اللّهِ. وَمَا شَاءَ فَعَلَ. فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ».
وهو حريص على إفساد صلاة العبد كما تقدم وكما في حديث عُثْمَانَ بْنَ أَبِي الْعَاصِ عند مسلم أنه
أَتَى النَّبِيَّ صلي الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللّهِ إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ حَالَ بَيْنِي وَبَيْنَ صَلاَتِي وَقِرَاءَتِي.
يَلْبِسُهَا عَلَيَّ , فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم : «ذَاكَ شَيْطَانٌ يُقَالُ لَهُ خِنْزَبٌ . فَإِذَا أَحْسَسْتَهُ
فَتَعَوَّذْ بِاللّهِ مِنْهُ. وَاتْفِلْ عَلَى يَسَارِكَ ثَلاَثاً». قَالَ: فَفَعَلْتُ ذلِكَ فَأَذْهَبَهُ اللّهُ عَنِّي .
ومن خلال ما سبق فهو يحضر العبد في طعامه , وشرابه , ومبيته , وفراشه , وفي تثاؤبه ,
وفي صلاته , ويبول , ويضحك , ويفرق بين الزوجين , ويفسد على العبد عبادته , وعقيدته
أيضاً ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسولُ اللهِ صلي الله عليه وسلم
: «يأتي الشيطانُ أحدَكم فيقول: من خَلَقَ كذا ؟ من خَلقَ كذا ؟
حتى يقول: من خَلقَ ربَّك ؟ فإذا بلَغَهُ فَليَسْتعِذْ باللهِ ولْيَنْتَهِ».
وجماع ذلك وأكثر أنه يحضر في كل شيء من شؤون العبد كما تقدم لقول النبي صلي الله عليه وسلم
«إِنَّ الشَّيْطَانَ يَحْضُرُ أَحَدَكُمْ عِنْدَ كُلِّ شَيْءٍ مِنْ شَأْنِهِ », ولذا على العبد أن يكون حذراً من وسوسته
وإفساده , لئلا يفقد كثيراً من أمور الخير , ولئلا تنزع البركة من كثير من شؤونه , ولذا لابد أن
يكون حذراً منه حتى عند جماعه لأهله فقد جاء في الصحيحين من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه ،
قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صلي الله عليه وسلم : «لَوْ أَنَّ أَحَدَهُمْ، إِذَا أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، قَالَ: بِاسْمِ اللّهِ.
اللّهُمَّ جَنِّبْنَا الشَّيْطَانَ. وَجَنِّبِ الشَّيْطَانَ مَا رَزَقْتَنَا، فَإِنَّهُ، إِنْ يُقَدَّرْ بَيْنَهُم وَلَدٌ فِي ذَلِك، لَمْ يَضُرَّهُ شَيْطَانٌ
أَبَداً» ,
وكذا في قراءته لآية الكرسي عند نومه إبعاد للشيطان حتى يصبح كما ثبت عند البخاري
من حديث أبي هريرة رضي الله عنه والله أعلم .
وأكل كل ذي ناب من السباع وذي مخلب من الطير ,
والشرب قائماً لغير حاجة , والنفخ في الإناء والتنفس فيه , والأكل متكئاً , والأكل بالشمال ,
والقران بين التمرتين
( وذلك إذا كانالإناء مشتركاً بين جماعة فإنه يُنهي عن أخذ اثنتين حتى يستأذن من معه
ويقاس على التمر بقية الأصناف التي على شاكلته ) ,
وعيب الطعام , والشرب من فم السقاء أو القربة لغير حاجة (
وذلك إذا كان مشتركاً وأما إن كان خاصاً به فلا بأس إن عُلمت نظافتها ) ,
والإكثار من الطعام , والصلاة بحضرة الطعام إذا كان يشتهيه .
<><><><><><><><><><><><>
يتبع إن شاء الله تعالى
<><><><><><><><><><><><>
بتصرف من كلام الأستاذ / عبد الله بن حمود الفريح - جزاه الله خيرا
<><><><><><><><><><><><>
<><><><><><><><><><><><>
المفضلات