انا عايز اعرف ايه خطة خداع سوريا دي بالتفصيل
الفكرة كالتالي
ما ذكرته ضد القيادة السورية كان سبب الموقف المتخذ لاحقا من السادات
السوريين اصروا علي خطة مصرية لاخذ سيناء بالكامل او كمرحلة اولي الوصول الي المضايق - علي بعد 35 الي 40 كم من القناة و من يصل اليها يعنبر متحكما في ثلثي سيناء علي الاقل البالغ عرضها من 200 الي 240 كم لأن المناطق فيما بعد المضايق اراضي سهلية منبسطة يصعب الدفاع عنها لذا يكون خط الدفاع التالي الذي ستمسك به القوات الاسرائيلية خط ابو عجيلة جنوب العريش قريب من الحدود الدولية
اصرار السوريين علي الخطة الغير ممكنة باعتراف الشاذلي نفسه ليس لضعف العزيمة لدي القيادة في مصر بل لقصر الامكانات
فعرضت علي القيادة السورية الخطة التي تريدها و هي الوصول للمضايق
بينما كان التنفيذ و التدريب علي الخطة الاخري و هي العبور و احتلال شريط من شرق القناة بعرض من 10 الي 15 كم بطول القناة اي حوالي 180 كم
و نصت الخطة التي قدمت الي السوريين ان ما سبق هو المرحلة الاولي يليها بعد "وقفة تعبوية " التقدم الي المضائق ..
بالطبع الخطة التي نفذت هي المرحلة الاولي ثم الوقفة التعبوية و السكون و التصدي للهجمات الاسرائيلية و الحاق اكبر قدر من الخسائر بها
فقط
بالطبع هناك حديث عن مشروعية خداع رفاق السلاح بهذا الشكل المهين
لكن هذا الامر يحتاج الي رؤية اشمل حينما نتحدث عن التالي
* القيادة السورية تفكيرها طفولي للغاية و هذا امر واضح في اصرارها علي الاستيلاء علي المضايق ثم سيناء بالكامل
فالقيادة في سوريا علي علم كامل بتسليح القوات المصرية و تعلم انها لا تستطيع تنفيذها و ان فعلت ستباد عن بكرة ابيها لنمضي نحو 67 اخري
و مع ذلك اصرت علي هدفها بشكل عجيب بل و عندما عرضت عليهم الخطة وافقوا عليها بشكل اثار استغراب العسكريين المصريين و السادات نغسه حول كيف يصدقون هذه الاهداف و هم علي علم بالامكانيات " مظهرة قيادة غير احترافية قائمة علي الاماني اكثر من الحقائق "
* كما ذكرت القيادة السورية مخنرقة حني النخاع لم يكن من قبيل التهجم بل للتوضيح فالملك حسين و كما نعلم ابلغ اسرائيل بموعد الهجوم في 4 اكتوبر الا ان كلامه لم يؤخذ علي محمل الجد نهائيا
الا ان جنرالا كبيرا في الجيش السوري سرب معلومات الهجوم المصرية " الزائفة " التي قدمت للسوريين و كذا الخطة السورية محددا التوقيت بدقة الثانية ظهرا
و كان هذا قبل الحرب بيوم واحد
الخطة المصرية التي خدعت السوريين لم تنطلي علي الاسرائليين الذين لديهم معلومات عن امكانات الجيش المصري بنسب كبيرة و يعلمون جيدا ان هذه الخطة غير واقعية خاصة مع تسريب الجاسوس المزدوج اشرف مروان
لمفهوم السادات المزيف عن الحرب " انه لن يحارب الا مع توافر طائرات تستطيع ان تضرب العمق الاسرائيلي" و هو ما لم يحدث
الا ان تحذير الجنرال السوري كان له صدي كبير حيث انهم علي الرغم من عدم تصديقهم قرروا استدعاء جزء كبير من الاحتياطي و هو ما كان يعرقل - و لا يجهض - الخطة المصرية و السورية
هنا كان الدور المهم لأشرف مروان باخبار الاسرائيلين بحدوث حرب لكن بتأخير عن الميعاد الحقيقي ب اربع ساعات كاملة
و هنا قمة التلاعب من قبل الاجهزة المصرية
التأخير الذي اضافه مروان ادي الي اشعار الاسرائيلين بأن امامهم فسحة من الوقت للتصرف و التفكير و دراسة الموقف خاصة مع الاشارات المتضاربة الغير مفهومة التي تأتيهم من القاهرة - قائد القوات الجوية في طريقه الي ليبيا وزير الخارجية المصري في نيوريك نائم كي يلقي خطابا في الامم المتحدة عن السلام و التسوية الامير تشارلز ولي عهد انجلترا قادم يوم 7 اكتوبر الي القاهرة في زيارة رسمية و الكثير اشياء تقول ليس هناك حرب - فتأخروا في استدعاء الاحتياطي مما سهل مهام العبور للقوات المصرية و كذا السورية
مع شيوع مفهوم ان الحروب تبدأ اما مع شروق الشمس او غروبها و هو ما يتفق مع ما ابلغ به مروان
لكن الخطة المصرية السورية كسرت تلك القاعدة و للابد - بجملة القواعد - التي كسرتها تلك الحرب
الفائدة ان الخطة المصرية المنقولة لسوريا اضافة لشك القيادة المصرية العميق في القيادة السورية و تخوفها منها و من طفولية قيادتها و سذاجتها في التفكير ساهمت في التضليل و التعمية عن الخطة المصرية الاساسية و اخفاء اهدافها حتي وقت متأخر عن الصهاينة
السؤال الحقيقي و المهم هل اثرت الخطة المصرية الفعلية علي الجبهة السورية ؟
طبعا الاسد الكبير و الصغير يقول نعم
الواقع لا
الجبهة المصرية مع عرضها و طولها الكبير و امتداد ارض العمليات منبسطة سهلية امام الجانبيين فرضت علي القوات الاسرائيلية تحديات خطيرة اهمها اهمية احتفاظها بقوات كبيرة امام القوات المصرية بعد عبورها الي شرق القناة نظرا لانعدام الموانع الطبيعية بينهما و هذا مما يرهق الدولة و الاقتصاد الصهيوني بشدة
علي العكس مع تمسك القوات المصرية بالارض و تحصينها في الضفة الشرقية و انذار القادة جنودهم انه لا تراجع و لا انسحاب من شبر واحد و من يجد نفسه غير قادر علي المواجهة لا ينسحب فليمت في مكانه افضل
تمكنت هذه القوات من صد الهجوم الاسرائيلي المضاد الاول يوم 7 اكتوبر و كبدت الاسرائليين خسائر فادحة
في اخر النهار وصل مستشارون من البنتاجون و شاركوا في وضع خطة جديدة ليوم 8 اكتوبر و مني الهجوم المضاد الثاني بخسائر فادحة في المعدات و الافراد و الاسري
و انطلق النداء safe isreal
و بدأ ديان يناقش بجدية وجوب ضرب مصر بالقنابل النووية و كتب في مذكراته ان الجنود المصريين كانوا يتمسكون بالارض كأن فيها ارواحهم لا يتركون شبرا فيها و اجتمع في لقاء مع الاعلاميين الاسرائيلين و ابلغهم منهارا ان الوضع جيد علي الجولان و في طريقه الي التحسن لكن الوضع في سيناء " مأساوي " وسط دهشة بالغة من الصحفيين لكن الرقابة الاسرائلية منعت النشر خوفا علي روح المواطنين و الجنود الا انه مذكور في مذكراته
في بداية نهار 8 اكتوبر و مع بداية الهجوم المضاد الثاني علي مصر
بدأ الهجوم المضاد الثاني علي الجولان
فقد كان نتيجة الهجوم المضاد الاول علي الجولان يوم 7 اكتوبر وقف التقدم السوري "الطفولي" نحو القدس - هؤلاء القادة من نفس نوعية القادة الذين جلبوا هزيمة 67 و نكبة حرب الخليج عبر ان الطريق الي القدس يمر بالكويت وسط تهليل العامة - مع اهمالهم دور العقل و الموازنة بين الامكانات الفعلية و الطموحات فهناك فرق بين التوكل علي الله مع اعتماد قوله تعالي " و اعدوا لهم ما استطعتم ..." و بين التواكل و لنا في قيادة سيف الله المسلول خالد بن الوليد في غزوة مؤتة و تراجعه بالجيش بما يحفظ حياة جنوده الي وعد بلقاء قريب عند اعداد العدة .
اما الهجوم المضاد الثاني علي الجولان يوم 8 اكتوبر نجح في زحزحة الجنود السوريين من مواقعهم التي حرورها في 6 اكتوبر
و لا الوم هؤلاء الشجعان بالطبع فاللوم ليس عليهم اللوم علي من لم يوفر لهم اسباب النصر و الحماية
و هكذا حققت الجبهة المصرية صمودا و ثباتا حتي ليلة 14 اكتوبر
بينما بدأت الجبهة السورية في الانهيار ببطء من يوم 8 اكتوبر الي ان صارت دمشق مهددة
كل هذا و السادات يخضع لضغوط شتي من روسيا - التي كانت و بشكل ما مسرورة لنجاح سلاحها و خوفها من ان تؤدي هذه الحرب الي مواجهة بينها و بين واشنطن و هنا نفهم لما انهار الاتحاد السوفيتي و بقيت امريكا - و الاسد كي يدفع بجيشه خارج مظلة الصواريخ ضد الطائرات كي تشعر اسرائيل بالخطر فتحول الفرق التي تعاجم سوريا و تهدد دمشق الي الجبهة المصرية
فاتخذ الرجل القرار
و هو ما سبب الثغرة
كيف ؟
كان في الجيش المصري مليون رجل تحت السلاح
المقاتلين المدربين منهم حوالي ال 100 الف و الباقي سعمل في الصفوف الخلفية للحراسة و التموين و خدمة ال100 الف
عبر القناة حوالي ال 80 الف او يزيد قليلا و تمركزوا هناك مع اوامر مشددة بعدم التراجع الا علي جثثهم
بقي احتياطي للقوات المصرية و هي الفرقة الرابعة المدرعة في غرب القناة لتحمي الصفوف الخلفية و تعوض الخسائر في الجيشين الثاني و الثالث
و الفرقة الرابعة هي اكبر و اقدم فرق الجيش المصري اضافة الي قوات الحرس الجمهوري لحماية القاهرة و قوات الامن المركزي بدائية التجهيز - وقتها -
عندما قرر السادات ان يتقدم لتخفيف الضغط علي سوريا لم يكن معقولا ان يطالب القوات المتمترسة في سيناء بالتقدم خشية ان تنالها هزيمة فتباد فتستولي اسرائيل علي مواقعها و كأنك يا ابو زيد ما غزيت
فطلب من الفرقة الرابعة التقدم من غرب القناة الي شرقها وسط اعتراض قادة الجيوش
و حظي قيادات الفرقة بجلسة وداع اذ كان الجميع يعلم ان هؤلاء خارجون للشهادة بلا جدال
و ابيدت الفرقة الرابعة بنسبة 90% و نحتسبهم عند الله من الشهداء بعدما ادوا واجبهم و نقلت اسرائيل قواتها بالطائرات من الجولان الي سيناء و ركزت ضراباتها الجوية عليهم مما مكن القوات السورية و العراقية الباسلة من استعادة زمام الامور و ايقاف الزحف علي دمشق
و خسرت مصر في سويعات ما يقارب ال 400 دبابة من اصل 2500 الي 3000 دبابة في اكبر خسارة مصرية منذ بدء الحرب
لم تقف الامور عند هذا الحد
بل بدأت ...
المفضلات