فى الحقبقة أنا أرى أن الموضوع له خلفيات أعمق من الناحية الاجتماعية ومما يتعلق بالشخصية المصرية بالذات
فلا يجب أن نغفل يا سادة أننا ومنذ أمد بعيد شعب يحترم المقدسات لدرجة التطرف فى هذا الاحترام ولا نقصد هنا كلمة المقدسات بدلالتها الدينية ولكن بمعنى ( التابوهات ) كما يحلو لبعض المثقفين تسميتها . وكل المجتمع بمؤسساته سار ومازال يسير على هذا النهج فى كافة النواحى وليس فى الديانة فقط فمن الفرعون للملك والخليفة والوالى والرئيس كل هذه المراحل كنا نسير على نهج تقديس الحكام . وتقديس رجال الدين بدءاً من كهنة آمون وصولاً لشيخ الزاوية اللى تحت بيتنا والبطرك والقسيس وحتى الشماس فى الكنيسة .
وقم للمعلم وفه التبجيل كاد المعلم أن يكون رسولاً فالمعلم مقدس وأبوك وأمك وخالتك وعمتك وعم سيد .
والجندى فى جيش الفرعون أيام رمسيس مقدس وأيام المماليك الجندى المملوك الأجنبى مقدس وفى عهدنا أمين الشرطة مقدس وناظر المدرسة ومدير الشركة أخوك الكبير والراجل أبو شعر أبيض اللى معدى فى الشارع وما اعرفش اسمه والست لازم تبقى تحت رجلين جوزها ........................إلخ التابوهات التى تربى عليها الشعب المصرى والتى لا علاقة لها بالاحترام ولا حتى بالأدب الزائد فالاحترام والأدب والحياء هى صفات جميلة والتدين فى أى شعب هو شىء حميد لأنه يوجه الانسان نحو الكمال فى كل سلوكياته . لكن التعامل مع الحياه بمنطق أن الرأى المستقل حرام عند المتدينين أو هو قلة أدب فى رأى المجتمع العام أو جهل فى رأى المثقفين
( المثقفين بتوعنا ) . ونجم عن كل التاريخ السابق ذكره أننى :- أتعلم بالعصا من أولى ابتدائى وأرجع البيت لو غلطت بابا وماما كمان هايضربونى فاعرف انى غلطت وابقى بالضرب فهمت غلطى مش بالاقناع ومافيش مانع لو جارنا الاستاذ عبد الجبار اشتكى لبابا انى رنيت على جرس باب شقته وجريت ان بابا يقوله امسكه واضربه دا زى ابنك ياعبد الجبار بك ويمكن يروح يجبنى ويمسكنى عشان الاستاذ عبد الجبار يضربنى وبابا راجل لانه عارف الأصول .
وما حدث فى 25 يناير يا سادة كان صادما لكل المجتمع فقد ركب الشباب اللى اتعلم بالعصا وعاش كل ما سبق من ضغوط نفسية عليه وعلى أبوه ركب الشباب آلة الزمن التى كتب عنها الروائى المشهور إليوت وعملوها أفلام وقام الشباب ومن انضموا لهم بضبط عداد آلة الزمن على سنة 2011 ففوجئوا وفوجىء معهم المجتمع بأن الآلة تعمل وأنها ليست من خيال الكتاب وأننا أصبحنا فجأه فى 2011 !!!!!!! ومن ثم حدثت صدمة عامة لكافة قطاعات المجتمع لأننا جميعا كنا نعيش أجواء عبارة عن ريميكس من العصر الفرعونى على العصر القبطى مع العصر الفاطمى الاسلامى ومكعبات من العصر المملوكى على قليل من الشيوعية ومدهونة بمزيج من اقطاعية القرون الوسطى مع الرأسمالية !
فلو تصورنا لو وضعنا أنفسنا مكان كل صنم من الأصنام التى أوجدها السلوك الأزلى سالف الذكر فما حدث من وجهة نظر الصنم لن يكون إلا كفر عند فرقة وهرطقة عند فرقة ثانية وهرتلة !!عند فرقة ثالثة وقلة أدب عند فرقة رابعة وجهل عند فرقة خامسة .
فكان من الطبيعى والمنطقى جداً أن يحاول أعضاء كل الفرق المجتمعية السابقة لم الموضوع عشان باقى الموجودين فى الفرقة من الجمهور لا يعلموا أننا فى 2011 ولذا يجب أن تسابق الأصنام الوقت لكى لا يعرف الأتباع ما وصل له الصغار من أن أصنامهم فى الحقيقة هى حجارة لا تنفع بل قد تضر .
وفى النهاية أتصور أن الشباب يريد توصيل رسالة أنهم ارتكبوا خيانة ولعبوا فى آلة الزمن من ورا أهاليهم وعرفوا ان فى الحقيقة أولياء أمورهم كنوا بيضحكوا عليهم ويقولولهم أننا فى القرن التاسع عشر لكن لما لعبوا فى آلة الزمن وصلوا القرن الواحد والعشرين وزعلوا من أهاليهم لان تبين فى الحقيقة ان من خان هم أولياء الأمور الكبار ( فى السن) وليس الصغار ( فى السن ) لان الكبار كانوا واخدين مفاتيح آلة الزمن ومخبيينها .
ورغم كدة فضلوا الشباب متدينين مؤدبين وبيحترموا الكبير وبسبب كدة بعدوا عن الأصنام الل
عرفتوا بقى ليه كل واحد أو كل صنم عايز يلم عياله ويقولهم شاطرين انكم عرفتوا تسوقوا آلة الزمن لوحدكم بس هاتوا المفاتيح واحنا هانجيبلكم بونبونى .
بس أوعوا يا أصحابى تدوهم المفاتيح حتى لو جابولكم كيس شيتوس وعلبة كانز برتقال أنا عن نفسى خبيت المفتاح . :b4_388:
المفضلات