الحقيقة انني اندهش عندما اطالع .. بان الغرب يتم تقديمه على انه علماني .. يفصل بين السياسة و الدين !! .. اذا كان الامر كذلك .. فبماذا نفسر التزام بريطانيا ( العلمانية ) .. بتقديم وطن لليهود على الارض المقدسة ! .. بل بماذا نفسر خروج الرئيس الامريكي ( العلماني ) .. يصدح بكل مناسبة .. بيهودية الدولة العبرية .. و ان القدس عاصمة يهودية غير قابلة للتقسيم ! .. و هو يلبس الطاقية اليهودية بتأثر .. مستقبلا حائط المبكى ! .. اظن و ان بعض الظن اثم .. انك ان جالدت هؤلاء العلمانيين .. ستفاجأ بهم يخرجون الكتاب المقدس و التلمود ! .. الحقيقة ان من يظن بأن الغرب قد تخلى عن خلط الدين بالسياسة فهو واهم .. الغرب اقر العلمانية .. لكسر الحكم الكنسي .. و لكسر المحرمات الدينية .. و فتح الباب للشهوات الدنيوية ! .. اما احلام التوسع و بسط السيادة بكل الوسائل تحت عناوين مقدسة فمازال يجري منهم مجرى الدم ! .. اقول ان العلمانية التي تفصل الدين عن السياسة .. فصلا كاملا تم تصديرها فقط الى اوطاننا البائسة .. من نسانيس التقليد السطحي و اللهث وراء كل صرعة ! .. ان الغرب يصدر العلمانية الينا .. جرعة بجرعة .. ليس حبا فينا .. فهو يعطينا منها بقدر ما يسلخنا عن ديننا و تاريخنا و تقاليدنا و ما يزكي الصراع بيننا .. مع حرصه الشديد على عرقلة كل تطور او تقدم جاد ! .. من الغريب ايضا تقديم الغرب على انه منفتح سياسيا و ديموقراطي بلا حد او قيد ! .. هل التنافس بين احزاب تكاد تكون متطابقة .. لا تختلف الا على هامش رفع الضرائب .. او على الخلاف .. على التهام دول الاعداء يكون على الغذاء ام على العشاء هو من الديموقراطية في شيء !! هل طرح فكر و احزاب الرأسمالية وحيدة على الساحة .. بعد ان قضوا و بشراسة على كل منافسيه .. عمل فيه من الديمقراطية ؟ .. اقول بالنهاية ان صفحات التاريخ الاسلامي مازال بها الكثير من صفحات نور .. لحكام اسسوا للعدل .. و جمعوا المسلمين على مقاصد اسلامية كبرى واضحة و سامية .. و لم يقعوا في فخ التشرذم و التعارك الطائفي او التناطح المذهبي او تمييز الاهل و العشيرة !