8- حمد الله بعد الطعام
فإنه عند الانتهاء من الأكل أو الشرب من السنة أن يحمد العبدُ ربه على هذه النعمة .
ويدل على ذلك : حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ :
«إِنَّ اللّه لَيَرْضَى عَنِ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكُلَ الأَكْلَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا. أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيْهَا». رواه مسلم .
فلو قال الحمد لله بعد انتهائه من الشرب أو الأكل لنال بذلك فضل عظيم وهو رضا الله عز وجل ,
وللحمد صيغ متنوعة منها :
أ- « الحمدُ لله كثيراً طيِّباً مُباركاً فيه، غير مَكفِيّ ولا مُودَّع ولا مُستَغنىً عنه ربّنا».
رواه البخاري من حديث أبي أمامة .
ب- « الحمدُ لله الذي كفانا وأروانا، غيرَ مَكفِيٍٍّ ولا مكفور »
رواه البخاري من حديث أبي أمامة أيضاً .
(غير مكفي) : أي غير محتاج إلى أحد، فهو الذي يطعم عباده ويكفيهم ،
( ولا مودَّع ) : بفتح الدال وتشديدها أي غير متروك ,
( كفانا ) : من الكفاية , و (أروانا) من الرِيّ , (ولا مكفور) : أي مجحود فضله ونعمته .
9- الاجتماع على الطعام
فمن السنة الاجتماع على الطعام وعدم التفرق فيه .
ويدل على ذلك : حديث جَابِر بْنِ عَبْدِ اللّهِ رضي الله عنه ، يَقُولُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللّهِ يَقُولُ:
«طَعَامُ الْوَاحِدِ يَكْفِي الإِثْنَيْنِ , وَطَعَامُ الإِثْنَيْنِ يَكْفِي الأَرْبَعَةَ. وَطَعَامُ الأَرْبَعَةِ يَكْفِي الثَّمَانِيَةَ» رواه مسلم
قال ابن حجر : " وعند الطبراني من حديث ابن عمر ما يرشد إلى العلة في ذلك وأوله:
«كلوا جميعاً ولا تفرقوا فإِن طعام الواحد يكفي الاثنين»
الحديث فيؤخذ منه أن الكفاية تنشأ عن بركة الاجتماع، وأن الجمع كلما كثر ازدادت البركة "
( انظر الفتح , حديث (5392) , باب طعامُ الواحِد يَكفِي الاثنَينِ )
قال ابن القيم : " وللتسمية في أول الطعام والشراب , وحمد الله في آخره تأثيرٌ عجيب
في نفعه واستمرائه , ودفع مضرته ,
قال الإمام أحمد : إذا جمع الطعام أربعاً فقد كمل : إذا ذُكر اسم الله في أوله ,
وحُمد الله في آخره , وكثرت عليه الأيدي , وكان من حِل "
( انظر زاد المعاد 4 / 232 )
المفضلات