الصراحة كده و من الآخر اني قلت لها اديني فرصة أفكر.. قالت لي أد ايه؟ قلت لها يومين.. هارد عليكي يوم الخميس (يومها كان التلات).. و بعدين فكرت و قلت لها.. و لا اقول لك.. خليها الأحد احسن.. قالت لي أوك.. هاستنى منك مكاملة يوم الأحد.
ماخبيش عليكوا انا مخي فضل يودي و يجيب.. و هنا بأه جه دور شوشو.. طبعا دي فرصته.. و خد عندك بأه كلام ييجي في دماغي من نوع يعني هي بتقول لك اقلعي الحجاب لا سمح الله؟ دي بتقول لك بس قصريه زي ما كنتي مقصراه قبل كده.. و يعني هو انتي كنتي مالك لما كنت لابسة ايشارب قصير؟ ما انتي طول عمرك لبسك ملتزم و حشمة.. ده حتى سنين الكلية كلها عدت من غير ما تلبسي بنطلون زي زميلاتك و لا تحطي ماكياج و لا حتى رتوش.. في حين ان زميلاتك اللي برضه محجبات كان الجينز و الماكياج عندهم اساسي.. يعني انتي مش هاتفجري يعني.. و بعدين دي فرصة ما تتعوضش.. و المرتب ضعف اللي انتي بتاخديه من المدرسة بعد نبح قلبك بالساعات.. ده كفاية ميزة الكلام طول اليوم مع واحدة انجليزية.. و مكتب بتاعك و تليفون و منظر.. يعني ده انتي تبقي غبية لو رفضتي الوظيفة عشان السبب ده
اما عن الجانب الآخر فكنت باقول لنفسي.. طيب انا عملت حاجة عشان ربنا يبقى راضي عني.. هارجع تاني و ارجع فيها ليه؟ انا مرتاحة في شكل اللبس ده و مبسوطة بيه.. اقوم آجي عشان وظيفة أغير كل ده و ارجع زي ما كنت؟ يرجع تاني شوشو يقول لي و يعني هو انتي كنتي ايه؟ ده انتي محجبة من سن 10 سنين (أيامها طبعا).. في وقت كنتي انتي و اتنين بس المحجبات في فصلك كله في المدرسة.. يبقى اللي هاتعمليه ده مش حاجة جامدة اوي.
و أرجع تاني اقول لنفسي يعني هي الست دي هي اللي هاترزقني؟ ما الرزاق موجود و هو اللي بإيده كل شئ.. طيب افرض عملت زي ما هي عايزة و اشتغلت عندها فعلا و بعدين ما عجبهاش شغلي؟ ابقى كده خسرت نفسي و شغلي في المدرسة عشان لا شئ؟ بلاش دي.. افرض الست ماتت بعده ما اتعينت على طول و قفلت المكتب؟ يبقى اعتمدت على الزايل و أغضبت الحي الذي لا يموت؟
و طبعا شوشو مش سايبني.. يا بنتي هو انتي هاتعملي معصية؟ الموضوع أبسط من كده بكتير
ما اطولش عليكوا فضلت كده ييجي يومين.. كر و فر.. يمين و شمال.. فوق و تحت و استخير و اسأل الناس و استشرت كمان مديري في الحضانة فنصحني اني ما اتخلاش عن اللي حاسة اني حالي أفضل بيه و لا اتنازل عن مبادئي و قال لي بعيدا كمان عن الدين، الناس دي بتحترم اللي بيتمسك بمبادئه.. فلو اتمسكتي بستايل لبسك ده هي ممكن تتمسك بيكي اكتر.
برضه ده ما ريحش بالي اوي.. انا عايزة حاجة واضحة امسك فيها.. حاجة تقول لي آه أو لأ.. حاجة تجيبلي من الآخر.. و الحمد لله ربنا ما طولش علية بيها.
و ظللت أفكر و أفكر.. لحد ما يوم الجمعة بالليل كنت سهرانة ييجي لحد الساعة 3 بالليل كده - و انا مش من عادتي أصلا السهر اوي كده - انما كنت طبعا مش جايلي نوم من التفكير.. و كنت قاعدة في الصالة في بيتنا القديم و ماسكة الراديو في ايدي.. قمت فاتحة على إذاعة القرآن الكريم.. و إذ بي افتح على بداية الآية الكريمة: “ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و هب لنا من لدنك رحمة انك انت الوهاب”. انا ساعتها تنحت.. قلت لنفسي الآية دي يا بت يا علا جاية لك في الوقت ده بالذات زي رسالة.. يا ترى هاتفهميها و لا تسدي ودنك و عقلك؟ انما الحمد لله فهمت الرسالة و قفلت الراديو و قمت نمت.. نمت قريرة العين لأول مرة من أيام.. مقررة قرار واحد مافيش غيره و راضية تماما بكل ما يتبعه من نتايج
يوم السبت ما فكرتش في اي حاجة خاااااااااااااااالص و دخل قلبي اطمئنان و سكينة غير طبيعيين.. طيب هاقلق من ايه طالما انا خلاص أخدت القرار بعد استخارة و بعد اللي حصل ده قبلها بليلة؟ و فعلا يوم الأحد بعد ما رجعت من المدرسة و قبل ما أنزل المركز اتصلت بيها و قلت لها اني فكرت كتير في الموضوع اللي اتكلمنا فيه و لقيت اني مش مستعدة اني أرجع زي ما كنت و مدركة تماما انك مش بتطلبي مني أقلع الحجاب، انما انا لما أخدت قرار تغيير ستايل لبسي كنت مرتاحة ليه و لا زلت.. و مش مستعدة أرجع فيه. قامت قالت لي طيب اديني فرصة أفكر انا كمان
قلت لها تيك يور تايم و فيل فري في اتخاذ قرارك.. وفهمتها يعني ما معناه اني عندي بدل الوظيفة اتنين و مش هاموت على الوظيفة اللي هي عرضاها علية
تاني يوم بالظبط لقيتها بتكلمني و بتسألني احب ابدأ معاها امتى؟
قلت لها اديني اسبوعين أظبط اموري في المكانين اللي انا فيهم و بعدين ابدأ معاكي على 19 يوليو ان شاء الله.. و قد كان.. و بدأت معاها و آديني معاها لحد دلوقتي.. يعني بقالي 10 سنين.
في الحلقة الجاية ان شاء الله هاقول لكم انا اتعلمت ايه من التجربة دي.. و جزاكم الله خيرا على المتابعة :)
المفضلات