السؤال الأول الذى طرحته حضرتك,
هل اليابان دولة متقدمة؟ و هل هى من الدول الكبرى؟
هناك اعتقاد شائع ان اليابان دولة متقدمة بدرجة كبيرة توازى الولايات المتحدة و الدول الاوروبية, الا ان هذا اعتقاد خاطىء تماما,
هذا الاعتقاد ناشىء عن نشاط اليابانيين فى مجال الالكترونيات الاستهلاكية و التى تقع عادة فى ايدى الناس, مثل مشغلات الموسيقى و التليفيزيونات و غيرها,
انما لا نرى وجودا لليابان فى مجالات اخرى اهم مثل الصناعات الحربية, و الفضاء, و حتى الصناعات الكبيرة مثل الطائرات مثلا,
كل انتاج اليابان من الطائرات كان عبارة عن طائرة شارتر صغيرة سرعات ما اختفت.
فى مجال الانتاج الحربى فان كل ما فعلته اليابان هو اعادة تجميع طائرة الاف 16 الامريكية من قبل شركة ميتسوبيشى, بمحركات امريكية و مكونات امريكية و بقدرات اقل من الطائرة الأصل.
لا وجود لليابان كذلك فى صناعة مهمة كصناعة البترول, فطوال عملى فى هذا المجال لم اسمع "صنع فى اليابان" قط, بل سمعت عن الولايات المتحدة, النرويج, المانيا, استراليا, روسيا,مصر, حتى الصين, لكننى لم اسمع عن وجود يابانى فى هذه الصناعة التى تعتبر عصب الحياة الاقتصادية و السياسية فى العالم.
نأتى للناحية السياسية,
اليابان تتمتع باقتصاد ضخم كانت فترة نموه الكبرى بمساعدة الولايات المتحدة و تحت رعايتها من الستينات الى الثمانينات من القرن الماضى, و بعدها دخل الاقتصاد اليابانى فى مرحلة ركود طويلة منذ عام 1990, و رغم ذلك لا يزال حجمه يمثل الثالث على العالم بعد الاتحاد الاوروبى و الولايات المتحدة.
نأتى للقوة السياسية, اليابان دولة بلا حجم سياسى على الاطلاق, فى اليابان هناك 50 الف جندى امريكى يعملون على حمايتها, و الجيش اليابانى ممنوع من التطور بأمر الولايات المتحدة,
و بالتالى فان اليابان دولة تابعة للولايات المتحدة لا تملك من امرها شيئا,
تحمى الولايات المتحدة مصالح اليابان الاقتصادية و السياسية منذ الحرب العالمية الثانية, فاليابان تعيش مثل اسرائيل فى كنف و حماية الولايات المتحدة, و هى احدى اكثر حلفائها وفاء و التزاما,
حتى اسرائيل الدولة الصغيرة احيانا ما تشاكس الولايات المتحدة و تلاعبها, لكن اليابان لا تفعل و لا تجرؤ, و ليس ادل على ذلك من مساندة اليابان للولايات المتحدة فى حربى افغانستان و العراق رغم اعتراض العالم كله,
بل و قامت بدعم الحرب اقتصاديا و عسكريا, رغم السخط الشعبى.
فاليابان دولة مطيعة لا تسمع لا ترى لا تتكلم, هى فقط تساند الولايات المتحدة.
و لتعرف حجم العلاقة بين الولايات المتحدة و اليابان اقرأ كتاب الرئيس الامريكى السابق نيكسون "الفرصة السانحة" و الذى يقول فيه ان الولايات المتحدة دخلت حرب الخليج الأولى من اجل اليابان و ليس من اجل نفسها, فالبترول متوفر فى الولايات المتحدة و من عدة مصادر انما اليابان هى المستفيد الأول من بترول الخليج و الذى تحميه الولايات المتحدة.
اليابان هى المستورد الأول لبترول السعودية.
و قد حاولت اليابان فى وقت من الأوقات عمل مشروع مشترك مع الحكومة الايرانية للتنقيب على البترول فى ايران, و سرعان ما اعترضت الولايات المتحدة, فأضطرت اليابان الى سحب المشروع خوفا من الولايات المتحدة.
نيجى بقى للسيارات اليابانية.
السيارات اليابانية مشكلتها الاساسية أنها بلا هوية, فهى سيارات تصنع على شاكلة السيارات الأمريكية و تحاكيها, و معظمها كانت بدايتها عبارة عن اعادة تصنيع لتكنولوجيا أمريكية قديمة, فيما عدا ميتسوبيشى و نيسان,
ميتسوبيشى صنعت اول سياراتها على قاعدة سيارة لفيات, فيما كانت نيسان تصنع سياراتها اعتمادا على تكنولوجيا استون مارتن الانجليزية.
لا تعتبر السيارات اليابانية مميزة على الاطلاق, و عكس الشائع فان التكنولوجيا فيها قديمة و هى ليست مبتكرة مثل السيارات الأوروبية,
لم تدخل اليابان اى ابتكار جديد فى عالم السيارات, حتى الهايبريد هو اصلا من ابتكار جنرال موتورز, و السيارة الكهربائية موجودة من اوائل القرن الماضى.
معظم الابتكارات فى عالم السيارات خرجت من فرنسا و ايطاليا و المانيا,
ففيما تميز الفرنسيون بسياراتهم الثابتة و المريحة على الطريق و المبتكرة و متقدمة تكنولوجيا,
و اشتهر الالمان بسياراتهم المتينة و الاعتمادية و عمرها الافتراضى الطويل,
و اشتهر الايطاليون بسياراتهم السريعة الرياضية و الشرسة ذات المحركات العصبية و المتجاوبة, فهم افضل صانع لناحية الطابع الرياضى و متعة القيادة.
صنعت السيارات الألمانية و الايطالية و الفرنسية اسمها من خلال المنافسة فى سباقات السرعة.
فمثلا تعتبر السيارات الايطالية هى الأفضل فى مجال السيارات الرياضية, و يباع موديل القاعدة من فيرارى بسعر يوازى مرتين سعر البورش, و خمسة اضعاف سعر النيسان جى تى ار(التى تقول عنها انها افضل سيارة رياضية!!).
الألمان و الايطاليون لاسيما مرسيدس, و الفاروميو و بعدها فيرارى سيطروا لعقود طويلة (و مازالو) على سباقات الجراند برى و الفورمولا واحد و سباقات لومان 24 ساعة, و سيطرت لانسيا و فيات على سباقات الرالى لعقود طويلة ايضا, و معهم بيجو و سيتروين, مع تفوق ايطالى واضح على الالمان فى مجال السرعة و السباقات.
لذا فان فيرارى التى فازت ب16 بطولة فورمولا واحد تبيع سياراتها بأسعار مضاعفة, فشراء الفيرارى يعنى انك تشترى اعلى ما وصلت اليه تكنولوجيا السباقات و السرعة.
فى المقابل فان اليابان تشارك فى كل السباقات التى وجدت فى الدنيا, و لكنها لا تفوز! و لم تحقق اى انجاز واضح, رغم انها تغدق فى الصرف, و لكنها للأسف لا تمتلك التكنولوجيا اللازمة للفوز.
بالنسبة للسيارات الرياضية اليابانية, فكلها تقع ضمن فئة السيارات الرياضية الرخيصة مث السيارات الأمريكية الرياضية, و كلها عبارة عن سيارة بمحرك كبير و منخفضة على الأرض و بابين!
و هى لا تقارن بالسيارات الرياضية الايطالية مثل فيرارى و لمبرجينى أو الالمانية مثل بورش, أو الفرنسية مثل بوجاتى.
خد عندك مثلا سعر النيسان جى تى ار على ما اذكر كان فى حدود ال80 الف دولار.
سعر الفيرارى اف 430 (و هى موديل القاعدة من فيرارى) يتعدى ال230 الف دولار!!
فيما تترواح أسعار البورش فى حدود ال120 الف دولار.
يبقى كيف نقارن النيسان بالفيرارى و البورش؟؟!
الجى تى ار هى بديل رخيص للسيارات الاوروبية الفارهة, و هى تقارن بالكورفيت مثلا أو الكامارو او الفاير بيرد و لكنها ابدا لا يمكن مقارنتها بالفيرارى و لا اللمبرجينى.
المفضلات