الموضوع: أكبر مرجع لعمليات النصب والأحتيال في مصر - أدخل قولنا حصل أيه معاك وأتصرفت أزاي

الجزء الثالث والأخير ....

قبل ما أكمل الجزء دة نسيت أن النصاب من ضمن حواراته أنه قالي أن أبوة عمدة في أسوان وقالي أنت عارف ( شاندو ) قولتله شاندو بتاع السينجلاب ؟ ( بالمناسبة محدش يعرف يعني أيه السنجلاب عامة أنا كرهت الأغنية وكرهت شاندو بعد الحكاية دي ) قالي أيوة عليك نور شاندو دة بقى أصيع واحد في عيلتنا بصتله كدة لقيته أسمر وأهل أسوان الطيبين كلهم سمر وشاندو أسمر ودة ظابط وأبوه عمدة قولت ياواد وماله نعديها ونكمل بقى اللي حصل ...


مرت عليا ال 24 ساعة التي تلت لقائي مع النصاب كالدهر وأنا ممسك بالموبايل على أمل حدوث الأتصال ولكن طال أنتظاري وزاد شكي حول ما قام به الأستاذ أحمد مرة أفكر أنه نصاب وحرامي ومرة أقول لأ طب أزاي دة وراني صورة المحضر والكارنية بتاعه وبروش علم مصر يعني تفصيلة صغيرة زي البروش دة النصاب هيفكر فيها ليه دة نصاب معوج أوي اللي يحط بروش لعلم مصر أكيد الراجل دة وطني وبيحب مصر والراجل شكله يجيب على ظابط ياجدعان .. المهم عدت عليا 24 ساعة ولم يتصل النصاب وفي اليوم التالي تحديداً الساعة الثانية ظهرا حدث الآتي ....


التليفون يرن .... نمرة غريبة ....

العبد لله في سره : يارب يطلع هو .. ألو

النصاب : ألو أخويا أشرف أزيك ( هو أعتبرني أخ فاكرين لما قال انا بقى ليا أخوة وأهل في أسكندرية أبن النصاب )

العبد لله : الحمد لله تمام أستاذ محمد أزي صحة حضرتك طمني عليك الأول وصلت أسوان وكله تمام .

النصاب : الحمد لله وصلت وأهلي كانوا بعتولي فلوس على مكتب أهل أسوان في أسكندرية ( فعلاً في حاجة كدة زي مكتب للأخوة الأسوانيين لما بيحتاجوا حاجة بيروحوا المكتب دة زي السفارة كدة ليهم وموجود بالفعل في الأسكندرية وكان من ضمن الحاجات اللي قالي عليها وخلتني أصدق أنه من أسوان ) .

العبد لله : الحمد لله حمد الله عى سلامة حضرتك.

النصاب: انا وصلت أمبارح وسلمت على أهلي وجاي دلوقتي في السكة على أسكندرية ( هنا بقى الفار لعب في عبي وقلت أزاي يروح أسوان ويرجع في يومين دي أجازة أية دي اليومين دة قضاهم سفر أصلاً ) .

العبد لله : أسكندرية تنور ياباشا .

النصاب : حضرت الحاجة اللي أتفقنا عليها ؟

العبد لله كان خلاص هيقلع هدومة من الفرحة : كله جاهز يا أستاذ محمد .

النصاب : طيب أنا نازل في فندق القوات المسلحة بتاع العصافرة حجزت خلاص وهستناك هناك نتغدى سوى ( فندق القوات المسلحة ها ركزوا معايا ) .

العبد لله : والله أبداً ما يحصل عيب دة واجب عليا دة أنت ضيف ياراجل ولازم نكرموك .

النصاب خليها امرة الجاية عليك أحنا خلاص بقينا أهل .

العبد لله : طبعاً طبعاً .

النصاب : أن شاء الله قدامي ساعتين وأوصل أسكندرية وصاحبي مستنيني هناك هو خطيبته وتعالى نتغدى سوى .

العبد لله : بأذن الله توصل بالسلامة .... سلام سلام .


لكم أن تتخيلوا حالتي بعد المكالمة وكأن الجاذبية الأرضية قد أختفت وعادت الحالة الغريبة لتسيطر علي من جديد شك فرح خوف ضحك ونظري شارد كما لو كنت منوم مغناطيسياً ... أتصلت بوالدتي أيوة ياحاجة أستاذ محمد أتصل بيا وأنا هقابلة كمان ساعتين في فندق وردة العصافرة ( دة أسمه ) .

والدتي : رنا يوفقك يا أبني وينولك كل اللي في بالك .

العبد لله : ربنا يخليكي يا أمي هبقى أطمنك لما أخلص .



عدت ساعتين ورن جرس الموبايل ....

العبد لله : ألو أستاذ محمد .

النصاب : أشرف انا وصلت أسكندرية ولكن ملقيتش حجز في القوات المسلحة حجزت في فندق المحروسة .

العبد لله : ولا يهمك والمحروسة أفضل بكل تأكيد .

النصاب : انا قولت كدة بردوا وحجزت هناك وقاعد انا وصاحبي وخطيبته في اللوبي تحت مستنينك عشان نتغدى سوي وهات الورق معاك .

العبد لله : بأذن الله 10 دقائق وهكون عندك .

3 ثواني تحديداً وكنت في الشارع وأول تاكسي ... فندق المحروسة يا أسطى .

خدو بالكم كويس وركزوا ....

تليفون وانا في السكة من النصاب أيوة يا اشرف انت فين يابني .

العبد لله : انا قربت اهو وداخل على المحروسة .

النصاب : طيب انا هطلع استناك من برة .

العبد لله : اوكي .

وصلت ونزلت نفق المشاة وطالع على البوابة قبلها بعشرة متر لقيته واقف مستنينى ؟!

غريبة واقف برة ليه دة ( في سري )

النصاب يقبل عليا وبالأحضان والسلام والقبل والتحيات أخويا أشرف أزيك .

العبد لله : أهلاً يا أستاذ محمد حمد الله على سلامة حضرتك .

النصاب الله يسلمك تعالى تعالى ....


على البوابة 3 أفراد أمن بلا سلكي واقفين وقفة صارمة وأول ما وصلنا دخل عليهم سلام عليكم ...

رجال الأمن : أهلاً يا باشا الناس اللي مع حضرتك وصلوا ؟

النصاب بعوجان : أيوة تمام وصلوا متشكر جداً .

رجال الأمن : العفو يافندم تحت أمر سيادتك ومكانك جوا محجوز وكله تمام .

طبعاً العبد لله أقتنع ان دة ظابط لأني عارف ان المحروسة دايماً بينزل فيه ظباط خاصة ظباط البحرية .

المهم ... طلع النصاب من جيبة 100 جنيه وقال لواحد من رجال الأمن معلش فكلي دي وأبقى هاتهالي جوة .

وبصلي وقالي معلش أصل ممعيش فكة وهيفكهالي عشان أديك الخمسين بتوعك وبعد كدة ندخل نتغدى قولتله 3 بالله العظيم مايحصل عيب ( انا اصلاً أديتهمله بنيه المساعدة لعابر السبيل ) .

النصاب بص لرجل من رجال الأمن وقاله : طيب فكها وهاتهالي جوة .

رجل الأمن بكل ترحيب : تحت أمرك سيادتك .

دخلنا الفندق وعلى طول على اللوبي تحت في ترابيزات قبل ما نقعد عليها لقيت في أتنين ويتر واقفين لما شافوه قالوله تحب نجهز لحضرتك اللي طلبته يافندم رد قالهم خمس دقايق بس يرتاح أستاذ أشرف ردوا تحت امرك يا فندم بعد كدة قعدنا وقالي أن صاحبة وخطيبته أنتظروا كتير وقرروا أنهم يمشوا عشان صاحبي تعبان وعاوز يرتاح .

العبد لله : مفيش مشاكل .

النصاب : وريني ورقك يا اشرف .

العبد لله : أتفضل يا محمد باشا .

النصاب بعد ما فر في الورق : تمام كله مظبوط وقام مطلع شنطته وطلعلى منها مصوغات التعيين والحاجات اللي لازم أعملها ورقم فاكس الشركة وتليفوناتها وقعد يشرحلي أتصل بأستاذ محي في شئون العاملين تقوله انا تبع المقدم محمد مش عارف ايه وهو هيعمل اللازم وخد بالك المرتب ايه وهتشتغل ايه وعملي البحر طحينة وانا قاعد حاسس ان الدنيا بقت غير الدنيا وحالة التنويم المغناطيسي رجعت تسيطر عليا من جديد .

العبد لله : انا مش عارف اقول لحضرتك ايه بصراحة .

النصاب : متقولش حاجة كفاية اللي عملته معايا .

العبد لله : دة اقل واجب .

بص وراه وقالي على ما يحضرولنا الغدا تعالى أوريك عربية صاحبي .

العبد لله : هي فين .

النصاب : في الجراج عربية وهم تعالى وشوف بنفسك .

العبد لله : يلا بيننا .

في الطريق للجراج طلع من جيبه خط فودافون وقالي معلش هستأذنك في مكالمة لأن موبايلي فصل وركب الخط عندك .

العبد لله بحسن نية : واركب خط ليه اتفضل انا معايا رصيد .

النصاب انا مش عاوز اتقل عليك .

العبد لله : ولا يهمك دي حاجة بسيطة يعني .

طبعاً فاكرين الجزء التاني لما اخد موبايلي وكلم صاحبة عشان يحبكوها عليا من ساعتها وهو علم على الموبايل وكان موبايل تمنه حوالي 3000 جنيه .

المهم أديتو الموبايل بحسن نية وفجأة يقولي طيب بص أنا نسيت الشنطة هناك أرجع انت وانا هاعمل مكالمة وأجيلك حالاً ............. أن أن آآآآآآآآآآآن .... دماغي يعمل بسرعة البرق تحليلاً للموقف ( الحوار دة ميدخلش عليا أبداً أبسلوتلي ) الراجل دة نصاب وعاوز يسرق الموبايل طيب أعمل أية يمكن يكون مش نصاب ويزعل لما أقوله كدة والوظيفة تضيع مني طيب والعمل .

النصاب : اية في ايه ؟

العبد لله : لا مفيش بس الشنطة متخافش عليها هنا في أمن والناس محترمة ( بحاول الاقي أي حجة طبعاً ) .

النصاب : انت في ايه يا اشرف مش واثق فيا ولا أيه خد الموبايل يا سيدي وانا هاتكلم من برة وارجعلك .

العبد لله : مش حاكية ثقة بس اصل وبقيت باضرب أخماس في اسداس المهم قولتله خلاص انا هستناك جوة .

النصاب : دقيقة وراجعلك .

هنا بقى تقمصت دور جيمس بوند رجعت لجوه كام خطوة لحد ما أختفى ولكن عيني على مكانه ..... مرت 5 ثواني عليا كالدهر وفكرت فيها في كل تفاصيل الموقف وراجعت نفسي ثم أتخذت القرار ...

عشان تنزل للجراج في سلالم توصلك من اللوبي للجراج والسلالم دي أرتفاعها حوالي 3 أو أكتر حلازونية الشكل الوقت اللي يستغرقه نزول السلالم دي حوالي نص دقيقة كفيلة ان المعلم دة يكون أختفى تماماً وبسرعة وبدون تفكير ورحت هوبا وناطط ال3 متر دول ولا كأني سوبر مان في ثانية لقيت نفسي تحت في الجراج ورحت جاري الاقيلكم النصاب وصل على البحر خلاص عند البوابة برة وبياخد طبعاً بقيت ال 100 جنيه بتاعته وفي لمح البصر لقاني بقيت واقف جنبه .

النصاب وهو بيعرق بغزارة ووجه تحول من اللون الأسمر الى اللون الأصفر : في أية انت جيت ليه ؟

العبد لله : هو أنت مش هتتغدى ولا أيه ؟

النصاب : أيوة طبعاً انت مش واثق فيا ولا أية هات أيدك ياعم نقرأ الفاتحة .

العبد لله : ومالوا وقريت الفاتحة ( طبعاً على روحه ) .

النصاب : تعالى ندخل جوا .

العبد لله : أتفضل .

طبعاً كنت أخدت الموبايل وحطيته في جيبيى ورجعت معاه وقالي انت مكنتش واثق فيا ولا ايه .

العبد لله : لا واثق طبعاً .

النصاب دلوقتي ناكل عيش وملح مع بعض عشان يبقى في ثقة ما بيننا .

العبد لله : لا معلش أعذرني انا ورايا مشوار ولا زم أعمله ورحت قايم وماشي .

طلعت برة للأمن لو سمحت أنت عارف الراجل اللي جوة دة قالي هو جاء وقالنا انه مستني ناس مهمين وحاجز جوة (تقريباً حور عليهم هم كمان) وقام قالي بتسأل ليه حضرتك قولتله أصله نصاب وكان هيسرق الموبايل راح قالي تعلى معايا وريني هو فين دلوقتي دخلنا المكان اللي قعدنا فيه ملقيناش الراجل وكأنه أختفى تماماً وكأن الأرض بلعته وبعد ما دوروا جاء بتاع الأمن وقالي تحب حضرتك تعمل محضر قولتله لأ مش ناقص وجع دماغ وكفاية الموقف اللي حصلي وروحت بيتنا وكأني أنسان بلا روح فقدت الأحساس بالأمان وحسيت أني عايش في جهنم بعد ما كنت مفكر اني عايش في الجنة وأن الأرض بقى عليها ملائكة ولكن أتضحلي أنهم شياطين ملاعين أسمهم ... النصابين .


نصيحة هامة :

لما تلاقي الدنيا بقى لونها وردي بعد ما كان لونها أسود ولما تحس انك مش عايش في مصر وتحس أن البلد بخير وأن الناس كلهم بقوا ملائكة على طول أقرص نفسك وأبقى أستغطي كويس .