<><><><><><><><><><><><>
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
<><><><><><><><><><><><>
<<< مقتطفات قيمة من صيد الخاطر >>>
<><><><><><><><><><><><>
الخاطرة السادسة والخمسون بعد المئة: فصل " سب الدهر !! "
<><><><><><><><><><><><>اللهم صلّ على محمد وعلى ءاله وصحبه وسلّم
ما رأت عيني مصيبة نزلت بالخلق أعظم من سبهم للزمان وعيبهم للدهر.
وقد كان هذا في الجاهلية، ثم نهى رسول الله عن ذلك، فقال: " لا تسبوا الدهر، فإن الله هو الدهر " .
ومعناه أنتم تسبون من فرق شملكم وأمات أهاليكم، وتنسبونه إلى الدهر، والله تعالى هو الفاعل لذلك.
فتعجبت كيف علم أهل الأسقام بهذه الحال، وهم على ما كان أهل الجاهلية عليه ما يتغيرون حتى
ربما اجتمع الفطناء الأدباء الظراف على زعمهم فلم يكن لهم شغل إلا ذم الدهر.
وقد رأيت خلقاً يعتقدون أنهم فقهاء وفهماء ولا يتحاشون من هذا.
وهؤلاء إن أرادوا بالدهر مرور الزمان، فذاك لا اختيار له ولا مراد ولا يعرف رشداً من ضلال، ولا ينبغي أن يلام.
فإنه زمان مدبر لا مدبر، فيتصرف فيه ولا يتصرف بأحد.
وما يظن بعاقل أن يشير إلى أن هذا المذموم المعرض عن الرشد السيء الحكم هو الزمان.
فلم يبق إلا أن القوم خرجوا عن ربقة الإسلام، ونسبوا هذه القبائح إلى الصانع،
فاعتقدوا فيه قصور الحكمة وفعل ما لا يصح، كما اعتقده إبليس في تفضيل آدم.
وهؤلاء لا ينفعهم مع هذا الزيغ اعتقاد إسلام، ولا فعل صلاة.
بل هم شر من الكفار، لا أصلح الله لهم شأناً ولا هداهم إلى رشاد.
<><><><><><><><><><><><>
<><><><><><><><><><><><>
المفضلات