ما كنت انتوي الرد إلا بسبب من اغتر بكلام الاخ وظن ان ما اتى به أدله قويه وهي ليست بذلك
جل الأحاديث التي أتى بها الاخ هي من باب العموميات ولم تختص الباب الذي نتكلم به ولذلك كل عوم يثتنى منه ما خص بدليل
ومسألتنا هذه الادله فيها كثيرة بلغت حد التواتر بل حكى فيها لاجماع غير واحد من اهل العلم
فالحديث الاول الذي ذكره هو حديث ابن مسعود رضي الله عنه الذي هو :
هذا الحديث عام يشمل الحكام وغيرهم من الناس ومن اهل البدع وممن يفعل بخلاف ما يقول لكن لما اسثني الحكام من هذا الجهاد باليد لورود أحاديث تنهى عن ذلك بل وتحض بالصبر علي ذلك كما في حديث(( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي إلا كان له من أمته حواريون وأصحابيأخذون بسنته ويقتدون بأمره ثم إنها تخلف من بعدهم خلوف يقولون مالا يفعلون ويفعلون مالا يؤمرون فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل ))
( أفلا نقاتلهم ، فقال لهم رسول الله : لا ما صلوا )
وحديث
( من رأى من أميره شيء يكره فاليصبر )
وحديث
( فصبروا حتى تلقوني علي الحوض )
وحديث
( أدو الحق الذي عليكم واسألوا الله ما لكم )
وبذلك يتبين ان الحكام لهم حكم خاص بينه رسول الله في غير ما موضع يستثنى من هذا الجهاد باليد
وأزيدك من البيت شعرا لعل المسألة تظهر لك او لغيرك
من شروط الامامه ان يكون الإمام ( مسلماً ورجلاً وقرشي وعادلا ) لكن لما استثنى العماء من هذه الشروط أن يكون ( قرشي وأن يكون عادلا ) لان يوجد أدله استثنه هاذين الشرطين
أما ( القرشي ) فورد عن رسول الله انه قال في حديث العرباض بن ساريه المشهور قال صلى الله عليه وسلم : " .. وإن تأمر عليكم عبد حبشي كأن رأسه زبيبه .. " ومن هنا خرج القرشي
أما ( العدل ) الاحاديث التي معنا استثنته من هذا الشروط إذا بقي شرطان هما الاساس وهما ( الاسلام وأن يكون رجلا ) لعدم وجود أدله تستثني ذلك
أرجو أن يكون الامر قد اتضح أن ما ذكرته هو ادله عامه وأما احاديث اصبر فهي خاصه واضحه
ثم إني لاحظت شيئا قد يفهم خطأ ، قول العلماء بعدم الخروج علي الحكام والصبر علي ظلمهم لا يستوجب الرضى بالمنكرات ولا السكوت عليها بل يجب التحذير الناس منها وتنبيه الناس علي تلك الأفعال وهذا ما ورد في ردك لكنك لم تنتبه اليه
وكل الكلام الذي نقلته علي هذا الحديث انما دائر حول الانكار المنكر بغير منكر اشد وان المنكر ان استطاع ان ينكر عند السلطان فذاك فإن قتله او دعاه لفتنه كان من الشهداء بل سيد الشهداءوقد يجاب عن ذلك بأن التغيير باليد لا يستلزم القتال وقد نص على ذلك أحمد أيضا في رواية صالح فقال التغيير باليد ليس بالسيف والسلاح فحينئذ جهاد الأمراء باليد أن يزيل بيده ما فعلوه من المنكرات مثل أن يريق خمورهم أو يكسر آلات اللهو التي لهم أو نحو ذلك أو يبطل بيده ما أمروا به من الظلم إن كان له قدرة على ذلك وكل ذلك جائز وليس هو من باب قتالهم ولا من الخروج عليهم الذي ورد النهي عنه
فانت تخلط بين الخاص والعام وتخلط بين انكار المنكر والخروج وتخلط بين من يقدر المفاسد ومن لا يقدر وتخلط بين انكار المنكر علي الناس والتشهير بالحكام بغير فائده وبين من يذهب للحاكم ان استطاع وأنكر عليه فقتله فهو شهيد
لذلك أعود وأقول مره اخرى
أي خلاف لا يعتبر خلاف الا إن كان مبني علي دليل قوي صريح صحيح لا كلام عام او كلام مرسل يخصص بغيره وعلي قولك هذا ستجد في كل مسسألة من يخالف فيها الصواب والحق من أول التوحيد والشرك الي الكبائر حتى دقائق المعاصي
لذلك كانت القاعده العظيمه ( أقوال العلماء يستدل لها لا يستدل بها ) فالعبره بالدليل لا بقول العالم وحده وقول الامام مالك ( كل يؤخذ من قوله ويرد إلا صاحب هذا ا لقبر )
لذلك قال الامام ابن القيم ( استدل ثم اعتقد ولا تعتقد ثم تستدل فتضل )
اما دندنتك المستمره التي رددت عليها ولكنك لم تنتبه ومصر ان هذه احدى الاسئله التي لم تلقى لها جوابا وهو قولك
أولا: اين في كلامي اني قلت كل من خرج استبيح دمه وعرضه !!!!!! اتني به ان وجدت !!ثم يأتي من يقول : من يخرج على حاكم في مظاهرة هو خارجي مستباح الدم !!!
ثم يدلسون على الناس بأن كل من سل سيفا فهو خارجي مستباح الدم !!!!
ثانيا: نحن نقرر مسأله وهي الخروج علي الولاة الظلمه الفسقه ونقررها من أحاديث رسول الله الصريحه الواضحه التي لا تجد مجالا للخلاف فتنبه لم اتعرض لشيء مما ذكرت
أمر أخير حتى انهي النقاش في هذا الموضوع من باب ترك المراء لاني اجد الاخ يماري بالباطل
هذا التنبيه لمن وقع من الافاضل في خلاف هذا الامر - وهو الخروج علي ولاة الجور -
اولا لابد لكل عاقل ان يعلم صحيح المسألة قبل أن يبحث عن الخلاف فإن تبين له ان الادله الصريحه القاطعة المخصصه لهذه الواقعه بخلاف ما فعل ذلك الفاضل فيجب ان يعتذر لهذا الفاضل لا ان يتابع علي فعله فيعتذر له ( إما انه لم يبلغة هذه الاحاديث أو انه اجتهد ولكنه اخطأ أو لعل لم يتبين له الامر ) فلا نسقط أحاديث رسول الله ولا نطعن في ذلك الفاضل هذا هو مذهب أهل السنه في وقوع الخطأ من الافاضل سواء من الصحابه أو العلماء
اعتذر عن الاطاله لكن كان لابد منها وانا لن اشارك في هذا الموضوع مره اخرى مادام الامر لا نجني منه الا كثرة الجدال والمراء ومن اراد ان يتبصر بدينه فعلية بكتب السلف قديما وحديثا ويفهم ويتعلم
المفضلات